التعميم جريمة بحق الوطن
ظاهرة تعميم الخطأ توسعت لتشمل فئات الشعب الكويتي وكل مكوناته، واستمرارها سيفتت وحدة هذا الشعب ويدمر بلدنا، فقد أصبح لكل مكون مغردوه وكتابه الذين يتكفلون بالرد على من يهاجم فردا منه، ثم يحولون القضية إلى حرب ضد مكونات الشعب الكويتي الأخرى.
![علي البداح](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1593278909455486500/1593278938000/1280x960.jpg)
لنتق الله في وطننا فلم يبق ركن من أركانه لم يتعرض للتجريح، ولم يبق مكون لم تتم الإساءة له بدون ذنب، أو بذنب فرد تافه أو مجرم لا يمثل إلا نفسه، وعندنا ظاهرة غريبة عجيبة في علاقتنا بالوافدين فنحن نصنفهم حسب جنسياتهم، فإن أخطأ وافد فإن كل الوافدين من جنسيته مجرمون، ويجب طردهم، ونحن نتعامل مع الوافدين بتعال بغيض، وفي الوقت نفسه نطلب منهم الولاء والطاعة والسكوت على الإهانة، وإن تجرأ أحد منهم وعبر عن استيائه فإنه وبلده وشعبه الذي يبنتمي إليه يصبح ناكراً للجميل وكافراً بالنعمة، وكأن الوافدين يقفون أمام المساجد يتلقون المساعدات من الناس، وليسوا أناساً مكافحين يساعدوننا في بناء بلدنا، وقد ذكرت سابقا كيف أننا هاجمنا كل فئات الوافدين بالتتابع وحسب مزاج هؤلاء المعمِّمين. وهذه الظاهرة توسعت الآن لتشمل فئات الشعب الكويتي وكل مكوناته، حتى أصبح لكل مكون مغردوه وكتابه الذين يتكفلون بالرد على من يهاجم فردا منه، ثم يحولون القضية إلى حرب ضد مكونات الشعب الكويتي الأخرى.إن استمرار هذه الظواهر سيفتت وحدة هذا الشعب وسيدمر بلدنا الذي يحتاج إلينا موحدين ومجتهدين وفاعلين في بنائه وتطويره، احترام كل الناس مواطنين ووافدين والتعامل بأمانة وتواضع وتقدير سيبعد الكويت عن الفتنة ويحميها من شرورها.