«شمسوّين؟!»
في كل جلسة عائلية يرددونها! مع أصدقائهم، لا تذهب من مخيلتهم! في العمل ووقت الراحة، بل حتى في زحمة الشوارع يتساءلون عن السبب؟!"شمسّوين" ليست كلمة، ولا تساؤلا أو استفساراً، ربما تكون شكلياً ولغوياً تحمل هذه الصفات، لكنها حقيقة لا تعني سوى دمعة على خد الزمان، على وحشة المكان، على سور مدرسة لم يبق منها سوى دفتر وألوان!"شمسوّين" لحن حزين يطرق أبواب المنازل في تيماء والصليبية صباحا ومساء، باحثاً عن الألم الذي تركه شاب كان يتمنى أن يرى النور في نهاية الطريق، عن فتاة لطالما حلمت بقفص ذهبي ينقلها إلى عالم آخر، عن قصيدة ترسم ملامح فرح لأجيال فقدت معنى الحياة، لكنها وبكل أسى أحلام وردية تتلاشى بسرعة كما رحل الطفل "علي" ولم يحرك أحدٌ ساكناً!
"شمسوّين" يقولها "البدون" للحكومة التي رعت هذه المعاناة المستمرة منذ عقود طويلة، وظلت تتفرج عليها حتى جعلت منها كرة يتقاذفها لاعبون كثر من نواب وحكومات متعاقبة، وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد. "شمسوّين" صرخة أطفال بوجه من يتعمد تأخير تعليمهم، بحجج واهية وأسباب لا علاقة لها بالتعليم، ولجوء كثير منهم إلى المناشدات والمساعدات عبر وسائل التواصل المختلفة، لدفع مبالغ مالية لبعض أصحاب المدارس الجشعين بين فترة وأخرى! "شمسوّين" ينثرها دمعا أولئك الذين فقدوا أحبتهم في الغربة، أو انتحارا أمام جمعيات النفع العام والجمعيات الإنسانية والتيارات الدينية بمختلف توجهاتها، التي صمتت دهراً ولم تنطق حتى الآن، أمام كل هذه المآسي والآلام التي تحملها قلوب أبناء هذا البلد الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يحبون وطناً لا يعرفون غيره."شمسوّين" سؤال لا يبحث عن إجابة ولا يحتاج إليها، لأنه ألم لا يشعر به كل من يماطل، ويستهزئ، ويستخف بآلام الناس، بأحلامهم، وأمنياتهم بأن يعيشوا كغيرهم في استقرار نفسي وأسري يبعث الأمان في نفوس الصغار قبل الكبار!