هناك ممارسات وملاحظات كثيرة في المكاتب الثقافية لا نجد لها تفسيراً، وقد تكون غير منطقية أحياناً، وسببها ليس وزارة التعليم العالي إنما مؤسسات الدولة المختلفة، ومن تلك الظواهر وجود أطباء يدرسون في كندا يشرف عليهم المكتب الثقافي في واشنطن رغم وجود مكتب ثقافي في كندا. فالقصة بدأت عند تأسيس المكتب الثقافي في العاصمة الكندية عام 2012 بقرار وزاري، للإشراف على الطلبة الكويتيين الدارسين في كندا بجميع تخصصاتهم وجهات ابتعاثهم، فقبل هذا التاريخ كان يتم الإشراف عليهم من مكتب واشنطن في أميركا من خلال مكتب (CBIE)، وهو عبارة عن اتحاد لبعض الجامعات، وخلال أقل من سنتين تقريباً تم الاستغناء عن الخدمات التي يقدمها هذا المكتب لطلبة الكويت، حيث كان يتم تحصيل رسوم من كل طالب يدرس في كندا وبدأ المكتب الجديد في كندا بمهامه.
لما بدأنا بالإشراف على الطلبة المبعوثين من التعليم العالي للدراسة في كندا خاطبنا الجهات الرسمية لنقل عملية الإشراف على طلبة كندا من مكتب واشنطن إلى المكتب الجديد في كندا، وقد تجاوبت جميع الجهات في نقل ملفات طلبتها من مكتب واشنطن، ومنها جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي ومعهد الأبحاث العلمية، ومعهد الدراسات المصرفية ما عدا جهة واحدة للأسف لم تسمح لنا بنقل ملفات مبعوثيها إلى كندا، وهم مبعوثو ديوان الخدمة المدنية من أطباء وزارة الصحة. وحاولت شخصيا إقناع المسؤولين في الكويت وديوان الخدمة المدنية ومعهد الاختصاصات الطبية (KIMS) في ذلك الوقت بأهمية نقل الملفات الي المكتب الثقافي في كندا إلا أنني وجدت حساسية كبيرة لديهم، فتارة يزعمون أن مكتب كندا لا يملك الخبرة في إدارة عملية الإشراف على الأطباء وتارة يزعمون أن المكتب ليس لديه علاقات مع الجامعات وكليات الطب، ولكن اكتشفنا في النهاية أن هناك مصالح خاصة لأحد موظفي المكتب في واشنطن، مع العلم أن الكويت تخسر آلاف الدولارت شهريا نتيجة لهذا الموقف حيث يتم تحويل رواتب الأطباء إلى الدولار الكندي، وما يترتب على ذلك من دفع رسوم تحويلات البنوك الأميركية والكندية، وبالرغم من التغييرات الإدارية التي حصلت في ديوان الخدمة المدنية ومعهد الكويت للاختصاصات الطبية فإن الوضع مازال على ما هو عليه، أي أن مكتب واشنطن يشرف على الأطباء بالرغم من عدم رغبة اتحاد أطباء كندا باستمرار هذا الوضع غير السوي. ومن الجدير بالذكر أن مجلس الأمناء في اجتماعه برئاسة وزير الصحة بتاريخ 21 يونيو 2020 أكد أن معهد الاختصاصات الطبية (KIMS) قد اتخذ قراراً بنقل الملفات من المكتب الثقافي في واشنطن الي المكتب الثقافي في كندا. فالإشراف على الأطباء من كندا له مزايا عديدة، حيث يسهل عملية التواصل بين المكتب الثقافي والأطباء الدارسين في كندا ويسهل عملية التواصل مع مؤسساتهم بالإضافة إلى تجنب رسوم التحويلات المالية البنكية الشهرية ورسوم تحويل العملة للأطباء الذين يفوق عددهم في كندا الـ200 طبيب.
مقالات - اضافات
أطباء الكويت في كندا
05-03-2021