بالعربي المشرمح: أوقفوا انتحار البدون!
لست في صدد الحديث هنا عن قضية المواطنة والتجنيس لفئة البدون، رغم قناعتي بأحقية جزء منهم بذلك، بل باعتراف الحكومة واللجنة الوطنية لمعالجة أوضاعهم وبصدور قوانين بتجنيسهم من مجلس الأمة، ولأننا في بلد الإنسانية فمن الواجب ألا نغفل أو نتغافل عن الجانب الإنساني لهذه الفئة من البشر، وألا نبرر أخطاءنا فيما يحصل لهم. جميعنا يعلم بوجود هذه الفئة منذ عقود طويلة، إلا أن الجميع لم يفكر بحل مشكلتهم، وتركت قضيتهم كمعظم مشاكلنا تتدحرج ككرة الثلج إلى أن وصلت حد الانفجار، وهو الأمر الذي علينا إيقافه ووضع حدٍ له، والحلول كثيرة وجلية، ولكن ثم من يعوقها ولا يريد لها النور.حالات الانتحار المتكررة لأبناء هذه الفئة المسحوقة مجرد رسائل يجب ألا تمر مرور الكرام، ويجب ألا نبرر لها بأعذار لا إنسانية، لذلك ومن الجانب الإنساني والأخلاقي والشرعي علينا ألا نتجاهل الأسباب الحقيقية التي دفعت بهم لمثل هذه الجريمة "الانتحار" أو حتى غيرها من الجرائم ونفكر كيف نعالجها.ما أود قوله هنا أن توظيف أبناء البدون في الحكومة كحل لحياة كريمة وبالرواتب نفسها التي يتقاضاها المقيمون بوزارات الدولة خصوصاً أنهم وعوائلهم سيصرفون تلك الرواتب في الكويت بخلاف المقيم الذي يحول جزءاً كبيراً من راتبه لبلده، وبذلك وفرنا على الدولة مصاريف الإقامة والتذاكر ونهاية خدمة وغيرها من رسوم تنفقها على الوافد مقابل عمله بالوزارة، وتزداد عجلة الاقتصاد بإنفاقهم تلك الرواتب في الداخل، كما ضمنا لهم دخلاً لمعيشة كريمة وقتلنا فراغهم وتفكيرهم بالمجهول.
ونعلم أن كثيراً منهم درس وحصل على شهادات عليا، ويمكن للدولة الاستفادة منهم، ولأن أعدادهم ليست كبيرة فلن يتضرر الوافد الذي أصبح عبئاً على الدولة وتركيبتها السكانية.يعني بالعربي المشرمح: لنوفر لهم الوظائف التي تكفل لهم ولأسرهم حياة كريمة ولنتعامل مع قضيتهم من منظور إنساني وأخلاقي وشرعي، وأن نسهل لهم الإجراءات التي تمنحهم سبل العيش الكريم، فالكويت ومنذ نشأتها بلد الخير والسلام والحياة الكريمة، وملاذ للإنسانية، واتصف شعبها بحبهم للأعمال الخيرية والإنسانية، فلا تنسفوا ما جبل عليه أسلافكم وأوقفوا انتحار البدون.