إيران تتنازل «نووياً» لتفادي «البند السابع»
وعدت واشنطن بالضغط على الحوثيين للمشاركة في لقاء مسقط
كشف مصدر رفيع المستوى بمؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية أن تراجع «الترويكا الأوروبية»، بضوء أخضر من الولايات المتحدة، عن طرح مشروع توبيخ وإدانة لطهران بمجلس حكام الوكالة الدولية جاء بعدما تعهدت باستمرار عمليات المفتشين استناداً إلى معاهدة الحد من الأسلحة النووية مع منحهم امتيازات خاصة ضمن تفاهم مؤقت يستعاض به عن «البروتوكول الإضافي» الذي أوقف البرلمان الخاضع لهيمنة التيار المتشدد العمل به بواسطة قانون يفك الارتباط بالاتفاق النووي المبرم عام 2015.وأوضح المصدر لـ «الجريدة» أن مندوب طهران أبلغ «الترويكا» وروسيا بالإجراء الذي يمثل التفافاً على القانون ودخل حيز التنفيذ الثلاثاء الماضي، وهو ما أفضى إلى تخلي برلين وباريس ولندن عن إدانة إيران بمجلس الحكام وجرها مجدداً إلى مجلس الأمن وإعادة فرض العقوبات عليها تحت البند السابع، الذي يخول استخدام القوة.وذكر أن التفاهم والامتيازات يسمحان لمفتشي الوكالة الدولية بالوصول الكامل لكل المواقع ومنها المشتبه في إجراء نشاطات ذرية بها دون إعلان والتي وردت في اتهامات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية.
ولفت المصدر إلى الجهود الحثيثة التي بذلتها حكومة الرئيس حسن روحاني لإقناع المرشد الأعلى علي خامنئي بضرورة تمرير التفاهم المؤقت الذي توصلت له مع مدير الوكالة عشية سريان قانون البرلمان لوقف العمل بالبروتوكول الإضافي، مبيناً أن المرشد فضل إسناد الخطوة إلى مجلس الأمن القومي لتفادي الظهور بمظهر المتراجع أمام ضغوط واشنطن التي تحتفظ بالعقوبات المفروضة على طهران وتسعى لإحياء الاتفاق النووي وجعله منصة لمعالجة أنشطتها في المنطقة وتسلحها الصاروخي البالستي.إلى ذلك، أكد مصدر في «الخارجية» الإيرانية أن الجمهورية الإسلامية أكدت أخيراً للأميركيين عبر واسطات عمانية وعراقية أنها مستعدة للضغط على جماعة «أنصار الله» الحوثية كي تقبل بإجراء مفاوضات مع الأميركيين والسعوديين من أجل إيجاد حل ينهي الحرب في اليمن. وعملياً جرت اتصالات بين الإيرانيين والحوثيين لإقناعهم بلقاء المبعوث الأميركي لليمن في مسقط، وكان من المقرر أن تقوم واشنطن بدعوة مندوبين سعوديين للاجتماع، لكن يبدو أن الرياض لم توافق أو أن الأميركيين غيروا خططهم في آخر لحظة، الأمر الذي أدى إلى عرقلة عقد اللقاء بشكل مباشر. ولتفادي فشل الخطوة بشكل كامل قام العمانيون بنقل وجهات النظر بين الطرفين بطريقة غير مباشرة لاستطلاع إمكانية إيجاد أرضية إطلاق مفاوضات. وأفاد المصدر بأن الإیرانیین أکدوا للأميركيين أن طهران لا تربط حل الأزمة اليمنية بحل خلافاتها مع الرياض، زاعماً أن رفع اسم الحوثيين من القائمة الأميركية للإرهاب جاء بطلب من إيران التي ضغطت في المقابل على المتمردين من أجل إجراء المشاورات مع المبعوث الأميركي.وشدد على أن موقف طهران يتلاقى بشكل غير رسمي مع واشنطن بضرورة حل الأزمة في اليمن تحت مظلة الأمم المتحدة.