عباس يواجه انشقاقاً في «فتح» قبل الانتخابات
مع اقتراب أول انتخابات فلسطينية منذ 15 عاماً، يخوض الرئيس محمود عباس معركة لرأب صدع متنامٍ في صفوف حركة فتح، يمثل مصدر تهديد جديد لهيمنته على المسرح السياسي منذ أكثر من عشر سنوات.وأدت محاولة الانشقاق النادرة لناصر القدوة، العضو القديم باللجنة المركزية للحركة وأحد أقرب حلفاء عباس، إلى تزايد التكهنات بأن عباس قد يلغي انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في يوليو، خشية تحدٍّ محتمل من القيادي البارز المسجون في إسرائيل مروان البرغوثي، صاحب الشعبية الكبيرة، والقوة الدافعة للانتفاضة الثانية (2000- 2005) بالضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.وفي يناير الماضي، أعلن عباس إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، في خطوةٍ اعتُبِرت، على نطاق واسع، رداً على الانتقادات الداخلية والغربية للشرعية الديمقراطية التي تقوم عليها رئاسته.
وفي إطار هذه الانتقادات، أعلن القدوة، الأسبوع الماضي، أنه سيشكل قائمة جديدة تخوض الانتخابات وحدها مستقلة عن «فتح» في الانتخابات التشريعية التي ستجرى خلال مايو المقبل. وقال القدوة، ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات مؤسس «فتح» ومنظمة التحرير، إن الفلسطينيين «سئموا الوضع الحالي سواء التصرفات أو سوء التصرفات الداخلية... أمور مثل غياب سيادة القانون، وغياب المساواة والعدل»، مؤكداً أنه يأمل أن يكون على رأس قائمته البرغوثي، وهو من القيادات التي طُرِحت أسماؤها لخلافة عباس منذ فترة طويلة.وحاول عباس تسوية الخلاف بإرسال أحد الموالين له لزيارة البرغوثي في السجن، والدعوة، من خلال مبعوثين، إلى وحدة الصف في «فتح» بعد أن أعلن القدوة قائمته الجديدة.وكتب وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، عبر «فيسبوك»: «فتح» بقضها وقضيضها ستخوض الانتخابات القادمة واحدة موحدة تعزيزاً للديمقراطية، وصيانةً لمشروع التحرر الوطني، وحمايةً للوحدة الوطنية الفلسطينية.ومن المقرر أن يعقد عباس اجتماعاً للجنة المركزية لـ «فتح» اليوم، ومن المنتظر أن يفرض عقوبات رسمياً على القدوة.