مصر تعزز التحالف مع اليونان... وتناور مع فرنسا
لجان «الشيوخ» بلا مفاجآت و«مستقبل وطن» يهيمن
على وقع مناورات بحريّة عابرة مع القوات الفرنسية بالبحر الأحمر، سعت مصر لتأكيد التحالف المعلن مع اليونان، إضافة إلى قبرص في «شرق المتوسط» بتوسيع التعاون ليشمل الطاقة.وفي رد غير مباشر على مغازلة كبار المسؤولين الأتراك، أعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، لنظيره اليوناني نيكوس دندياس عن التطلع لسرعة تدشين التعاون في مجال الطاقة والتفاهم على القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل.وصرح المتحدث باسم «الخارجية، أحمد حافظ، بأن الوزيرين أكدا، خلال جلسة مباحثات مطولة، متانة العلاقات وأواصر الصداقة على جميع الصعد، وأشار شكري إلى الاهتمام بتيسير تدفق الاستثمارات اليونانية، ودعم السياحة، إضافة إلى سرعة تدشين التعاون في مجال الطاقة.
ووقّعت مصر واليونان اتفاقية لتعيين الحدود البحرية في أغسطس الماضي، وبموجب هذه الاتفاقية ومثيلتها مع قبرص، تقلصت حدود تركيا البحرية إلى أقصى حد، وباتت شبه حبيسة، وخرجت فعليا من سباق البحث عن الغاز في «شرق المتوسط»، رغم أنها تمتلك وجهة بحرية عريضة على «المتوسط».في غضون ذلك، واصلت البحرية المصرية تدريباتها العسكرية المشتركة مع الدول الأوروبية، إذ نفذت مع نظيرتها الفرنسية تدريبًا عابرًا في المياه الإقليمية بالبحر الأحمر، أمس، بمشاركة حاملة المروحيات ميسترال.وصرح المتحدث باسم القوات المسلحة، بأن التدريب تضمن العديد من الأنشطة، منها التعامل مع التهديدات المختلفة، والتدريب على حماية هدف حيوي بالبحر ضد جميع التهديدات المحتملة، إضافة إلى تمارين الدفاع الجوي. وشهد سلاح البحرية طفرة بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم منتصف 2014، إذ تم تدعيم القوات البحرية بتشكيلة من القطع البحرية، وفي مقدمتها حاملتان للطائرات من طراز ميسترال، فضلا عن توسيع عدد من القواعد البحرية، الأمر الذي جعل البحرية المصرية تحتل المركز السادس عالميا.وتوجد مصالح بحرية لمصر تتطلب وجود قوات على أعلى درجات الجاهزية، إذ تتطلب قناة السويس الرابطة بين البحرين الأحمر والمتوسط حماية من نوع خاص، فضلا عن حقول الغاز المكتشفة في المنطقة الاقتصادية بـ «شرق المتوسط»، وهي منطقة تعاني التوتر والاحتكاكات السياسية.في الأثناء، أجريت انتخابات اختيار رؤساء اللجان النوعية وأعضائها في مجلس الشيوخ أمس، إذ تم انتخاب رؤساء 14 لجنة نوعية، وهيمن حزب «مستقبل وطن»، على تشكيل اللجان، كنتيجة منطقية لسيطرته على أغلبية مقاعد المجلس بواقع 149 مقعدا من أصل 300 مقعد.وفاز عبدالحي عبيد برئاسة لجنة «الشؤون الخارجية والعربية والإفريقية»، ومحمد هيبة برئاسة لجنة «حقوق الإنسان»، وعبدالسلام الجبلي برئاسة لجنة «الزراعة»، وهم من حزب «مستقبل وطن»، بينما جاء اختيار عدد كبير من رؤساء اللجان من الشخصيات المعيّنة من قبل رئيس الجمهورية، مثل حنان أبوالعزم الفائزة بلجنة الصناعة، والفريق أسامة الجندي الفائز برئاسة لجنة الدفاع.وحسمت انتخابات اللجان قبل إجرائها بيوم، إذ قالت مصادر برلمانية لـ «الجريدة»، إن حزب «مستقبل وطن» أجرى سلسلة من الاتصالات مع مختلف الأحزاب خلال الفترة الماضية، للتوافق على أسماء رؤساء اللجان بشكل مسبق، مع إعطاء رئاسة اللجان لعدد من الأحزاب، وهو ما تم بالفعل، إذ فاز نائب رئيس حزب «الوفد»، هاني سري الدين برئاسة لجنة «الشؤون المالية والاقتصادية».