رسالة من خادم الحرمين لأمير قطر وإردوغان يعرض الانفتاح على الخليج ومصر
السعودية تلمح إلى تورط إيران في هجومي تنورة والظهران
أرسل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز رسالة شفوية إلى أمير قطر تميم بن حمد، تناولت العلاقات الأخوية الوطيدة وسبل دعمها وتعزيزها، وأبرز المستجدات الإقليمية والدولية.وفي أول زيارة للدوحة منذ اتفاق المصالحة في قمة العلا، نقل وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان تحيات خادم الحرمين إلى الشيخ تميم، وتمنياته له بدوام التوفيق والسداد، وللشعب القطري بالمزيد من التقدم والازدهار. وأجرى الطرفان محادثات حول تحسين العلاقات.وفي تطور موازٍ، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن أنه يمكن فتح صفحة جديدة في العلاقة مع مصر وعدد من دول الخليج، لـ "المساعدة في السلام والاستقرار الإقليميين".
ووصفت "بلومبرغ" تحول لغة أنقرة، الذي تزامن مع توجه السعودية والإمارات لإعادة توجيه السياسة الخارجية في كل من الخليج وواشنطن، بأنه أقوى إشارة من الرئيس رجب طيب إردوغان لإصلاح علاقاته المتوترة مع دول عربية وخليجية منذ فترة.وقال كالن، في مقابلة مع الوكالة: "مصر دولة مهمة، ولا تزال عقل العالم العربي وقلبه، وإننا مهتمون بالتحدث إليها بشأن القضايا البحرية بشرق المتوسط، وكذلك القضايا الخاصة بليبيا، وعملية السلام والفلسطينيين. ويمكننا معالجة عدد منها وخفض التوترات".إلى ذلك، ألمحت جهات سعودية إلى تورط إيران في تنفيذ هجومين استهدفا منشآت نفطية تابعة لشركة "أرامكو"، في ميناء رأس تنورة ومنطقة سكنية بمدينة الظهران في المنطقة الشرقية، أمس. وغداة ادعاء جماعة "أنصار الله" الحوثية المتمردة، المتحالفة مع طهران، شنها لاعتداء واسع باستخدام 14 طائرة مسيرة "درون" و8 صواريخ بالستية، لاستهداف عدة نقاط بالمملكة؛ شملت منشآت نفطية بالمنطقة الشرقية المطلة على الخليج، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مستشار بالديوان الملكي السعودي قوله إن "كل المؤشرات تشير إلى إيران".ونقل المستشار عن السلطات السعودية أنه لم يتضح ما إذا كان أصل انطلاق الهجوم من إيران أم العراق، حيث تنشط ميليشيات متحالفة مع طهران، لكن الاعتداء الذي أحبطه سلاح الجو والدفاعات السعودية، أمس الأول، لم يأت من جهة اليمن.ولفت إلى أن "المسيرة" أتت من اتجاه مياه الخليج، التي تطل عليها المملكة وإيران والعراق، وهو الاتجاه المعاكس لمسار الطائرة المفترض فيما لو كانت قادمة من مناطق سيطرة الحوثيين بشمال اليمن.في موازاة ذلك، أكد مصدر مسؤول بوزارة الطاقة لوكالة الأنباء السعودية (واس)، أن الهجوم على ميناء رأس تنورة، حيث توجد مصفاة نفط وأكبر منشأة بحرية لتحميل النفط في العالم، لم ينتج عنه أي إصابات أو خسائر، داعياً المجتمع الدولي للوقوف ضد استهداف أمن واستقرار إمدادات الطاقة العالمية.ولاحقاً، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية و"تحالف دعم الشرعية" تركي المالكي أن طهران هربت صواريخ وطائرات مسيرة إلى الميليشيات الحوثية، التي كثفت هجماتها ضد المملكة، عبر الحدود أخيراً.في غضون ذلك، أعربت الكويت وعدة دول ومنظمات، بينها الإمارات وقطر والبحرين ومصر وجيبوتي ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، عن تضامنها مع الرياض وتنديدها بالاعتداء.وبينما قالت السفارة الأميركية بالرياض إن "اعتداءات الحوثيين الشنيعة تُظهر عدم احترامهم للحياة، وعدم اهتمامهم بالسعي للسلام"، مضيفة أن "واشنطن تقف إلى جانب السعودية وشعبها وتلتزم بالدفاع عن المملكة"، اكتفت طهران بالتنديد بـ"الاتهامات المتكررة" ضدها، ودافعت عن حق الحوثيين في شن الهجمات.