ناقشت صحيفة «شرق» الإيرانية الداعمة للتيار الإصلاحي في إيران، في مقابلة مع الناشط السياسي الإصلاحي فيض الله عرب سرخي، موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة في ايران وحظوظ الإصلاحيين فيها خصوصاً بعد تشكيل هيئة التوافق الإصلاحية وإذا كان حسن الخميني حفيد مؤسس الجمهورية الاسلامية روح الله الخميني دوراً فيها.وفيما يلي نص المقابلة:
• هل تعتقد أن الإصلاحيين مازالوا مشغولين بالكاريزما؟ وهل لا يزال بهزاد نبوي وسيد محمد خاتمي يتمتعان بالكاريزما في المجتمع أم أن الناس تجاوزوهما؟- بما يتعلق بمسألة الكاريزما، من المهم الانتباه إلى النقاط المهمة.وعندما نعتقد أن طبيعة الكاريزما يمكن أن تحل محل الظروف الحقيقية والضرورية حيث في حال اعتمدنا عليها، فإننا سنواجه مشاكل حقيقية، ولكن إذا كانت هذه الميزة مكملة لشخصية ما، فستكون بالتأكيد إيجابية، وإذا كان لدى شخص مثل السيد نبوي والسيد خاتمي مؤهلات شخصية وخبرة سياسية وقدرة تنفيذية وخصائص أخرى نعتقد أنها يجب أن توجد لشخص ما، وإلى جانب ذلك، فإن الكاريزما هي مكمل لخصائصهم، فلا توجد أي مشكلة، لذلك هناك خطأ في الاعتماد الكامل فقط على الكاريزما، ولا أعتقد أن التيار الإصلاحي والذي يُركز بشكل خاص على العقلانية قد ركز اهتمامه على الجانب الكاريزمي للشخصيات التي ذكرتها، ونتيجة لذلك يجب أن أقول إن الشخصية الكاريزمية للأفراد ليست عقبة على الإطلاق وكجانب مكمل يمكن أن تسهل البرامج الانتخابية.• ما مدى واقعية نظرة الإصلاحيين إلى الانتخابات؟ وهل الإصلاحيون على صلة بالجماهير وهم واعون لمطالبهم؟توقعات الناس والمجتمع حقيقية، ولكن تحويل تلك التوقعات إلى برنامج قد لا يكون متوافقاً مع قدرات الدولة، لذلك في مثل هذه الظروف يجب أن يتمتع البرنامج والمرشح بأكبر قدر من الاتصال بإرادة ومطالب الشعب، وإن فكرة أنه يمكننا بالفعل الحصول على خطة تلبي جميع متطلبات وتوقعات المجتمع هي فكرة صعبة الحدوث، لذلك من الضروري الانتباه إلى حقيقة أن القدرات التنظيمية والقدرات الفكرية للتيار يجب أن تكون قادرة على تضمين أقصى تنسيق بين البرنامج والمطالب الاجتماعية.وهذه نقطة مهمة ولا ينبغي إهمالها، ولكن يمكنك أن تتخيل أن كل الناس يتوقعون أن تتطور مناطقهم بسرعة، فهل القدرات المادية وغير المادية للبلد تسمح بتحقيق مثل هذا الطلب في وقت قصير؟ بالتأكيد لا، لذلك فإن البرنامج الذي يمكن أن يوفر أنسب ترتيب للأولويات لهذه المطالب هو البرنامج الحقيقي.حيث يحاول الإصلاحيون التوصل إلى مثل هذا البرنامج، ولكن يجب ترقب المشهد الواقعي لنرى مدى نجاحهم في العمل.• هل ما زال الخطاب الإصلاحي يلقى قبولاً لدى الشباب؟- علينا أن نقول لماذا لا يلقى الخطاب الإصلاحي ترحيباً بين الشباب كما كان في الماضي؟ ولكون بعض الشباب ما زالوا يقبلون الخطاب الإصلاحي، فأعتقد أن هنالك أسباباً كثيرة لذلك، وعلى أي حال فإننا نواجه محدودية بالقدرات، كالإطار الفكري الإصلاحي، والإطار الفكري الدستوري ويجب أن نقول إنه يتعين علينا أن نجمع بين بعض المستندات التمهيدية والقدرات العامة للبلاد ونواقص التيارات السياسية للوصول إلى نتيجة منطقية، وقد لا يكون من الصواب والمُيسّر إصدار أحكام نهائية، لذلك يجب التعامل مع الأمر بعناية أكبر، سواء من حيث تقييم توقعات الشباب ومن حيث توقعات القدرات العامة للنظام السياسي ومن ثم الاستجابة وفقاً لذلك.• ذكرت في مقابلة أن السيد حسن خميني والسيد محمد خاتمي هما مرشحان، ما هي المعايير التي وفقاً لها توصلت لهاتين الشخصيتين؟ ولماذا تعتقد أن السيد حسن خميني يمكنه أن يكون رئيساً؟لقد ذكرت هذين الخيارين كمثالين وذلك لأن الظروف قد لا تكون متاحة لهما أيضاً، ولكني أعتقد أن هذين الشخصين مرشحان مناسبان، والسيد خاتمي لا يحتاج إلى توضيح، فهو شخص خاض مستويات مختلفة من الإدارة في الدولة وبالمناسبة فهو أحد المدراء الذين يتمتعون بأداء مقبول ويمكن الدفاع عنه عندما تجلس في موقع التقييم.وشخصياً لأنني كنت مواكباً لأداء ومسؤوليات السيد خاتمي منذ 1982 وحتى 2005 فقد كنت على دراية بقدراته، وفيما يتعلق بالقبول الاجتماعي فهو في وضع أفضل من الآخرين ويمكن أن يكون مرشحاً جيداً من وجهة نظري ومعظم أصدقائي الإصلاحيين، ولكن فيما يتعلق بالسيد حسن خميني فالمسألة مختلفة، حيث يفتقر إلى الخبرة التنفيذية الواسعة على المستوى الحكومي ولكن من حيث قدرته الفكرية والنكسات الاجتماعية والسياسية التي يعاني منها والدعم الواسع الذي يمكن أن تقدمه له القوى القوية فضلاً عن القوة الشعبية التي يتمتع بها في المجتمع فيمكن أن يكون في غياب السيد خاتمي أحد الشخصيات الإيجابية والمؤثرة في الانتخابات ولكن في حال اعتقدنا أن كل الخصائص المرغوبة في رأينا متواجدة في شخص واحد فليس من المؤكد ومن الصعب اختيار مثل هذا الشخص، وحتى السيد خاتمي الذي أفكر فيه بإيجابية ينظر إليه بشكل مختلف من قبل بعض القوى في المجتمع، لذلك يجب أن نكون قادرين على الوصول إلى مرشح قريب فكرياً من الإصلاحيين ويمكنه أن يتمتع بجزء مهم من القوى والشعب في البلاد من حيث القدرات العامة والقدرة على بناء التوافق.• ما رأيك في ترشيح السيد عارف؟ وإذا أصبح مرشحاً مستقلاً عن هيئة الإجماع، فهل سيكون هناك انقسام مثل عام 2005؟السيد عارف هو مدير تنفيذي متمرس وهو ضمن إطار الإصلاحيين وفي عام 2013 ترك بصمة إيجابية وإذا لزم الأمر يمكنهم اتخاذ الإجراءات التي تخدم المصلحة العامة للإصلاحيين.ولعل أهم شيء يمكن ذكره عنه كنقطة سلبية هي أنه ولأسباب مختلفة يفتقر لقوة التعبئة على مستوى المجتمع.• في حال تم استبعاد المرشح الإصلاحي لعدم أهليته أو في حال خسروا الانتخابات كيف سيكون المشهد السياسي بالنسبة لهم؟هذا السؤال له وجهان مختلفان، الأول هو أن المرشح الإصلاحي سيهزم والآخر هو أن مرشحهم سيُستبعد، والخسارة في الانتخابات أمر محتمل.فعندما تخوض الانتخابات قد تفوز أو تخسر، والشعب هو حكم هذه المباراة.وهو حق طبيعي للناس ألا يختاروا مرشحاً وبرنامجاً أعتقد أنه أكثر ملاءمة، ولا يمكن لأحد الاعتراض على اختيارهم. والقوة السياسية مثلما يجب أن تتمتع بالقدرة على التحمل للفوز وتكون قادرة على استخدام هذا الفوز لخدمة الشعب، يجب أن تتحلى أيضاً بالصبر حتى عندما تفشل وحتى عندما لا يثق بها الناس لأي سبب من الأسباب ويجب أن تقوم بتقييم أوجه القصور التي لديها وتستعد للمنافسة التالية ولكن الاستبعاد في مسألة أهلية المرشح شيء لا نعتقده مقبولاً، لذلك إذا تم استبعاد مرشح إصلاحي، ومن ثم قال الإصلاحيون إننا لن نترشح بسبب عدم وجود مرشح ورفض الأهلية، فهذا منطقي ولقوة سياسية الحق في الرد ولكن ما هو القرار الذي سيتخذونه إذا تم استبعاد الإصلاحيين، يجب أن ننتظر ونتمنى ألا يكون هناك استبعاد وأن يتعامل مجلس صيانة الدستور بشكل عادل.وفي حال كان هنالك استبعاد لأهلية الإصلاحيون فعلينا أن ننتظر ونرى ما سيقرره الإصلاحيون وبالطبع أتمنى أن نكون جميعاً ملتزمين بهذا القرار.• في حال الهزيمة هل ترى احتمال حدوث انقسام بين الأحزاب الإصلاحية؟ أم سيتم الحفاظ على وحدة هيئة بناء التوافق؟مناقشة الانقسام ليست مناقشة لقسم معين فيمكن للقوى أن تنقسم حتى في حال انتصارها، ومع ذلك إذا كانت الانقسامات ناتجة عن ظروف أكثر وضوحاً وخطط وقدرات أكثر تحديداً واختلافات في الاستراتيجيات والأفكار، فيمكن أن يكون ذلك منطقياً ولصالح المجتمع ولكن إذا كان هناك المزيد من الانقسامات بسبب السعي وراء السلطة؛ فهو أمر غير مقبول بطبيعة الحال.على أي حال، فإن السياسة التي اختارتها جبهة الإصلاح الإيرانية هي الجمع بين الأحزاب والجماعات الإصلاحية والشخصيات الإصلاحية الحقيقية وفي نهاية المطاف فإن اتخاذ قرار بالإجماع للعبور من هذه الظروف هو أمر صعب.
دوليات
هل سيلعب حفيد الخميني دوراً مؤثراً في الانتخابات الايرانية المقبلة؟
09-03-2021