الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي : دول مأزومة تقوّض الاستقرار وأمن الخليج استراتيجية ثابتة
شرم الشيخ تستقبل أكبر وفد إسرائيلي... وشكري إلى باريس
قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن استعادة مؤسسات وأركان الدول التي تعاني أزمات من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار لسائر المنطقة، ودعا خلال استقباله رئيس الاستخبارات الخارجية الفرنسي، برنارد إيمييه، في القاهرة أمس، إلى ضرورة التنسيق لتطوير جهود مكافحة الفكر المتطرف والعنف والإرهاب.وصرح المتحدث باسم الرئاسة، بسام راضي، بأن اللقاء الذي حضره رئيس المخابرات عباس كامل، تناول التباحث حول التعاون الثنائي الأمني والعسكري، وتبادل وجهات النظر في مختلف القضايا الإقليمية، في إطار التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين، خاصة ما يتعلق بمكافحة انتشار خطر الإرهاب والتنظيمات المتطرفة على المستويين الإقليمي والدولي.من جهته، أكد المسؤول الفرنسي حرص باريس على التنسيق المستمر مع القاهرة إزاء جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك بالمنطقة، خاصة ما يتعلّق بتطورات الأوضاع بمنطقتي الشرق الأوسط وشرق المتوسط والقارة الإفريقية، من منطلق دور مصر كمحور اتزان للأمن الإقليمي بأسره، وأشاد بالتأثير الإيجابي الكبير للخط المعلن من قبل الرئيس السيسي (الخط الأحمر بين الجفرة وسرت) تجاه الوضع الميداني في الشرق الليبي، والذي دعم مسار المفاوضات السياسية للحل الشامل للقضية الليبية.
يأتي ذلك بالتزامن مع توجه وزير الخارجية، سامح شكري، إلى باريس أمس، للمشاركة في الاجتماع المقرر عقده مع وزراء خارجية الأردن وفرنسا وألمانيا، في إطار جهود بحث خطوات دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، وقبل أيام من استضافة القاهرة لاجتماعات الفصائل الفلسطينية.وبعث السيسي بعدة رسائل إقليمية، وسط وجوده بين أفراد القوات المسلحة، إذ قال خلال اجتماع موسع عقده مع قادة وضباط الجيش، وبثته الرئاسة في ساعة متأخرة مساء أمس الأول، إن العلاقات مع الأشقاء العرب تاريخية ومتجذرة عبر التاريخ، لذا هناك حرص على تطوير واستقرار تلك العلاقات، وأن تأخذ قوة دفع بصفة مستمرة، لافتا إلى أن سياسة مصر "هي سياسة انفتاح واعتدال وتوازن شديد مع كل الأشقاء العرب، سواء كنا متفقين، أو حتى لو اختلفنا".ووجّه السيسي الشكر والتقدير والاحترام للأشقاء في الخليج، "على وقفتهم في ظرف من أصعب ظروف مرت بها مصر في العصر الحديث، عشان كده بنقول دائما إن أمن الخليج وأمننا هو أمن قومي لينا إحنا الاتنين... دي مش عبارات احنا بنقولها، ده منهج واستراتيجية وثوابت السياسة المصرية".وحول أزمة سد النهضة الإثيوبي، قال الرئيس المصري إن النيل "هو حياتنا وحياة أشقائنا في السودان"، وأن موقف مصر أنها متمسكة بالوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء السد وتشغيله، وتابع: "سد النهضة حقق ميزة كبيرة جدا لأشقائنا في إثيوبيا... ونحن لا نرفض هذا، إحنا دايما كلامنا هادي ومافيش فيه انفعال ولا ادعاء ولا استعداء"، وأكد أن التفاوض المصري ليس بلا نهاية، لكنه يرغب في التوصل إلى اتفاق "يبقي الكل رابح". ووسط حديث عن تنامي العلاقات المصرية - الإسرائيلية في عدد من الملفات في الآونة الأخيرة، وبعد زيارة وزير البترول المصري طارق الملا لإسرائيل الشهر الماضي، كشفت هيئة البث الإسرائيلي، عن زيارة وزير الاستخبارات إيلي كوهين على رأس وفد أمني واقتصادي واسع لمدينة شرم الشيخ، أمس الأول.والتقى كوهين نائب رئيس المخابرات، اللواء ناصر فهمي، وبحث معه قضايا أمنية واستخباراتية مشتركة، وقالت هيئة البث الإسرائيلي، إن اللقاء شمل بحث سبل محاربة الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، وتأمين حرية الملاحة في البحر الأحمر، إذ أكد المسؤول المصري أن القاهرة معنيّة بدفع التعاون مع إسرائيل في جميع المجالات إلى الأمام، وأنها ستعمل على تعزيز التعاون والعلاقات الاقتصادية ومختلف المجالات الأخرى.ونشر المتحدث العربي باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أوفير جندلمان، صورة للوفد أثناء الزيارة، وكتب عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "وزير الاستخبارات كوهين ترأس وفدًا ضم مديري أكبر الشركات الإسرائيلية (وهو الأكبر من نوعه منذ 20 عامًا)، إلى شرم الشيخ، حيث اجتمع مع مسؤولين مصريين كبار، وبحث توسيع رقعة التجارة بين البلدين والتعاون في الزراعة والمياه والكهرباء والسياحة، ومن المتوقع وصول حجم التجارة إلى مليار دولار سنويًا".من جانب آخر، وبعد أن هزت جريمة تحرّش رجل بفتاة صغيرة في منطقة المعادي المجتمع المصري، خصوصا بعد تصوير الواقعة ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الأول، بدأت النيابة العامة فجر أمس، التحقيق في الواقعة بعد القبض على المتهم، واستمعت النيابة لشهادة الشاهدة، وهي سيدة صورت الواقعة المؤسفة بكاميرا المراقبة.قضائيا، قررت محكمة جنايات شمال القاهرة، أمس، حجز محاكمة رئيس مجلس الوزراء، المرشح الرئاسي الأسبق، الفريق أحمد شفيق، واثنين آخرين، في قضية اتهامهم بإهدار المال العام، لجلسة 7 أبريل المقبل للنطق بالحكم، وهي قضية سبق أن حصل شفيق على حكم بالبراءة فيها، في أولى درجات التقاضي.