الرياضة «أونلاين»... أحدث صرعات «كورونا»
ابتكارات شبابية للتغلب على تداعيات الجائحة وإقفال المعاهد الصحية
فرض فيروس «كورونا» تداعياته على مختلف المناحي الحياتية، ومنها الأندية والمعاهد الصحية، التي غاب عنها روادها، وقد عمد كثيرون إلى احتواء تلك التداعيات باللجوء إلى خيار ممارسة «الرياضة أونلاين»، التي شهدت رواجا كبيرا خلال الأشهر القليلة الماضية، وتحولت إلى ظاهرة لها متابعوها وروادها، لتكون البديل عن رياضات النوادي, كما لجأ بعض المدربين إلى الهواء الطلق لمتابعة تمارينهم مع المتدربين.
الابتكارات والأفكار الشبابية لا تقف عند حد معين، وفيروس "كورونا" لم يكن عائقا، فكثير من المشروعات الصغيرة نمت وكبرت بشكل لافت أثناء هذه الأزمة، التي دخلت عامها الثاني محلياً وعالمياً، ومن هذه الإبداعات الجديدة، تقديم التدريبات والتمارين الرياضية عن طريق الـ"أونلاين"!قرار إغلاق المعاهد والأندية الصحية، الشهر الماضي، كان له أثر كبير على مرتاديها، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى ممارسة رياضات وألعاب فردية يجدها البعض غير مجدية، وبعد قرار مجلس الوزراء بتطبيق الحظر الجزئي استمرت هذه المعاناة التي يبدو أنها لن تنتهي في وقت قريب، ما اضطر الشباب من الجنسين إلى اللجوء لبعض المدربين في مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على "كورسات" وتمارين رياضية عبر الأونلاين... "الجريدة" التقت بعض المدربين للتعرف عن قرب على هذه الفكرة الجديدة، وكان هذا التحقيق:بداية، أكد الكابتن فيصل العميري، أن "فكرة تقديم دروس وبرامج رياضية عن طريق الأونلاين بدأت قبل ظهور وباء "كورونا" بأسابيع، وتم تطويرها فعليا أثناء الأزمة، وحقيقة كنت متخوفا من هذا الموضوع، لكن بتشجيع ودعم من الأهل والأصدقاء في المجال الرياضي، قررت إكمال هذه التجربة حتى النهاية، والحمد لله حققت نجاحا لافتا بشهادة كثيرين".
وأضاف ان "عملية إغلاق المعاهد الصحية خلال فترة الحظر، ساعدت في انتشار هذا النشاط الرياضي الذي يرغب فيه الكبار والصغار، خصوصا أولئك الذين عانوا في فترة الحظر عدم إمكانية ممارسة أي نشاط رياضي، سواء في المعاهد الرياضية أو حتى في الممشى خلال وقت فرض الحظرين الجزئي والكلي". وتابع "التواصل معي كان عبر الواتساب وسناب شات وانستغرام، لاسيما أنني أطرح الكثير من التمارين والنصائح الرياضية والعروض الشهرية أمام المتابعين على هذه المواقع".وأردف "في الشهر الواحد حاليا استقبل 10 مشاركين، نتمرن "أونلاين" أو في مواقع خارجية على البحر في فترة العصر قبل الحظر الجزئي، وذلك حسب رغبة وميول كل شخص"، مبينا أنه "تم تقسيم الفئات إلى قسمين، للكبار من عمر 18 إلى 60 عاما، والصغار من 7 سنوات حتى 17 سنة".ولفت إلى أن "طريقة التمرين التي نؤديها حديثة ومتطورة، تتمثل في قيامي بأداء التمرين المطلوب وأرسل فيديوهات إلى المتدربين، حسب رفع مستوى اللياقة البدنية، أو حرق الدهون أو إنزال الوزن، في حين أقوم بأداء التمارين عن طريق رياضة المشي، أو أحيانا من خلال التدريب المباشر على البحر".وأكد العميري ان "ممارسة الرياضة من خلال الأونلاين، خصوصا في أوقات الحظر، تحقق نتائج إيجابية جيدة، لاسيما أنني أقدمها بشكل مغاير تماما، وهي طريقة حديثة على الشارع الرياضي وغير الرياضي أيضا، إذ تخلو من التقيد أثناء وقت التمرين، فضلا عن أن التمارين متاحة للمتدرب في أي وقت يناسبه، وبحكم تخصصي في هذا المجال، أنصح أن يكون وقت التمرين من بعد صلاة الفجر إلى قبل صلاة المغرب، وهو الأفضل لممارسة أي رياضة".موقع إلكترونيمن جهته، قال حمد الهندال، انه "بدأ تطبيق فكرة التدريب عن بعد منذ عام 2015، بعد طرح الفكرة من قِبل بعض المتابعين في الانستغرام من دول الخليج، إذ لم يستطيعوا في ذلك الوقت الالتحاق في برامجنا التدريبية، وبالفعل طبقنا الفكرة وأنشأنا موقعا إلكترونيا للدورات التدريبية الرياضية".وأضاف "بحكم خبرتي وباعتباري عضوا في كلية كنغستون البريطانية للدراسات العليا وإدارة الأعمال ولدي شهادات في التدريب الرياضي من عدة منظمات عالمية، فإن ذلك الأمر ساهم في أن تكون آلية التسجيل ومتابعة المشتركين عن طريق تخصيص موقع إلكتروني عبر وجود استمارة بها جمع التفاصيل عن المتدرب من حيث الوزن، والتاريخ المرضي، والقدرة البدنية لكل مشترك، ومن خلال استمارة التسجيل يحدد النوع المناسب من البرامج التدريبية التي يحتاج إليها كل فرد".وأشار إلى أن "عدد المشاركين من الكويت ودول الخليج يختلف من شهر إلى آخر، وفق الظروف المحيطة وأوقات المشاركين، لكن لدينا أعداد كبيرة من مشتركي التدريب عن بعد"، موضحا أن "البرامج التي نقدمها للمشتركين الذين تم تصنيفهم إلى ثلاث فئات (مبتدئين ومتقدمين ومحترفين)، عبارة عن برامج تدريبية لرفع المستوى البدني، وأهمها اللياقة والقوة البدنية".وأردف "التمارين الرياضية التي أطرحها، سواء عن بعد أو الحضور الشخصي، هي للجنسين من جميع الأعمار"، لافتا إلى أن "التدريب عبر الأونلاين ليس بمستوى الحضور، رغم انه يوجد به إرشادات تعليمية للتدريبات الرياضية، لكن ذلك لا يضمن للمبتدئين تأديتهم التدريبات بالشكل الصحيح".
أهداف صحية
من جانبها، قالت المدربة الكابتن سندس المطوع، "تجربتي بالأونلاين كانت عن طريق برنامج "زوم" العام الماضي عقب إغلاق الأندية الصحية بعد تطبيق الحظر، فكنت أرغب في استمرار التدريبات الرياضية وتوصيل رسالتنا وأهدافنا الرياضية والصحية للناس، فاتخذت قرارا بفتح "كلاس زوم اون لاين". وأضافت "المشكلة انني كمدربة لم أحب التجربة في برنامج زوم لصعوبة تعديل تكنيكات البنات المشركات معي في الأونلاين، خصوصا إذا كانت المتدربة مبتدئة، ومن الصعب تعديل وضعيتها، وبالتالي يتم الشرح لها التكنيك أكثر من مرة مع انقطاع الإنترنت.وأوضحت أن "فكرة تأسيس ناد صحي عن طريق الأونلاين تبلورت بشكل كامل مع ظهور "كورونا"، خصوصا بعد ان تم إعلان غلق الأندية والمعاهد الصحية"، موضحة ان "التواصل كان عن طريق الاتصال بالتلفون او التسجيل بالموقع الخاص بنا، إذ يتم تحديد الأهداف لكل لاعب، وكانت البداية من خلال تحديد 8 مشاركين في الساعة الواحدة، حتى يكون التركيز عليهم عاليا ومكثفا في أداء التمارين بشكل صحيح". وأردفت "أما بالنسبة للتمارين والحصص التدريبية، فهي متنوعة وعلى حسب المعدات المتوفرة لكل لاعبة، إذ يقسم اللاعبون حسب المستوى، سواء المبتدئ أو المتوسط أو المتقدم، وبالتالي يتم اختيار التمرين الخاص لكل مشاركة وفق مستواها الرياضي، لاسيما انني أقدم كلاسات خاصة بالنساء فقط".وأكدت المطوع أن "التمرين عبر الأونلاين يقدم نتائج مذهلة إذا كان اللاعب أو اللاعبة متوسطا أو متقدما وعنده إلمام جيد بالتمارين، أما إذا كان مبتدئا فأعتقد أن المشترك سيواجه صعوبة في ذلك، ولا أفضل ان يشترك في برامج وحصص تمارين رياضية من خلال الأونلاين، لعدم سهولة تصحيح التمرين".وأوضحت، "أنا حاصلة على شهادة (آي أس أس أي)، وقريبا أحصل على شهادتي الثالثة من كنغستون البريطانية"، مشيرة إلى "انني أوقفت حاليا تدريب أونلاين في زوم، واتجهت إلى الجداول التدريبية لمن ترغب في التدريب في المنزل، إذ يتم إرسال فيديوهات مصورة بكل التدريبات التي تحتاج إليها كل مشتركة، حتى تمارسها في الوقت الذي يناسبها".جداول تدريبية
من جانبها، قالت المدربة ياسمين، إن "البداية لم تكن مع ظهور كورونا في الكويت، بل كان قبل ذلك بكثير، وتحديدا مطلع 2016"، موضحة ان "الاشتراك معي في البرامج والتدريبات الرياضية يكون عن طريق التواصل عبر سناب شات وانستغرام، إذ أستقبل طلبات الاشتراكات من الراغبات في ممارسة التمارين الرياضية من النساء فقط".وعن أعداد المشاركات في كل حصة تدريبية، أوضحت، انه "لا يوجد أعداد معينة، لكن في الوقت الحالي، وبسبب خوف الناس من الفيروس، تدنت نسبة الإقبال على النادي بشكل عام"، مشيرة إلى ان "التمارين التي أقدمها عبارة عن جداول تمارين سواء منزلية أو في النادي، والمتابعة تكون أونلاين".وأشارت إلى أن "الحضور الشخصي للنادي والتدريب يكون تحت إشرافي مباشرة، وأنا أفضل هذه الطريقة على الأونلاين، لسرعة استجابة الجسم والوصول للهدف بشكل أسرع"، لافتة إلى أن "التدريبات الرياضية وممارسة مختلف الأنشطة الرياضية عن طريق الأونلاين، تؤدي الغرض منها وتوصل إلى نتائج جيدة جدا، في حال كانت المتدربة جادة ولديها هدف تريد الوصول إليه وتحقيقه من بالصبر والالتزام".وعن الخبرة الرياضية التي تمكنها من تقديم هذه التدريبات، أكدت الكابتن ياسمين، ان "الموضوع في البداية كان هدفا، ومع مرور الوقت أصبح هواية، إلى ان تطور إلى ممارسة متطورة جدا أوصلتني إلى نتيجة مرضية على الصعيد الشخصي من جميع النواحي سواء الجسدية أو النفسية، واكتسبت خبرة ممتازة بشهادة كل مشاركة معي، وأطمح إلى المزيد من التطور الإيجابي في هذا المجال".كثرة المدربين
أكد الكابتن فيصل العميري، أن «هناك ظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وهي كثرة المدربين والمدربات الذين يقدمون التمارين عبر الأونلاين، وهي ظاهرة جيدة في مضمونها، لكن مع الأسف هناك الكثير من المدربين والمدربات لا يمكلون الخبرة الكافية في إيصال المعلومة الرياضية الصحيحة للمتدرب، وهنا أوجه نصيحة لكل من يرغب في الاشتراك لدى أي مدرب عن طريق أونلاين، ان يبحث عن المدرب الذي يملك كفاءة عالية، ويكون متخصصا في المجال الرياضي، بحيث تعود بالفائدة على المتدرب ومن حوله ممن يرغبون في التعلم وممارسة الرياضة في المنزل أو في أي مكان آخر».
محمد راشد
تمارين الـ «أونلاين» تقدم نتائج مذهلة والمبتدئون يواجهون صعوبة في المتابعة المطوع
جداول تمارين منزلية... والتدريبات الحضورية أفضل لسرعة استجابة الجسم ياسمين
إغلاق المعاهد الصحية ساعد في انتشار النشاط الرياضي عبر مواقع التواصل العميري
التمرين الحضوري أكثر تأثيراً... والقدرة البدنية للمشترك تحدد التدريب المناسب الهندال
جداول تمارين منزلية... والتدريبات الحضورية أفضل لسرعة استجابة الجسم ياسمين
إغلاق المعاهد الصحية ساعد في انتشار النشاط الرياضي عبر مواقع التواصل العميري
التمرين الحضوري أكثر تأثيراً... والقدرة البدنية للمشترك تحدد التدريب المناسب الهندال