محمد المشموم رسام كاريكاتير لديه آلية دقيقة في اختيار المواضيع التي يرسمها، فهو يحاول دائماً طرح الموضوع أو الحدث المتداول على الساحة الاجتماعية والسياسية بصورة كاريكاتيرية، وذلك إما بالنقد، أو إبرازها بصورة كاريكاتيرية باستخدام المبالغة ورموز الكاريكاتير.ويستهل المشموم حديثه، لـ«الجريدة»، بتعريف فن الكاريكاتير بطريقة مختصرة ويقول إنه أسلوب رسم كارتوني مرئي ونوع من أنواع التصوير الصحافي، والرسم التعبيري، ويعتمد على المبالغة والكثرة، مضيفاً أن بدايته ظهرت في مختلف الحضارات، فقد عرف عند المصريين القدماء، والآشوريين، واليونانيين، عن طريق رسمه على الجدران أو في الكهوف أو في الأسقف، وفي أوروبا ظهر فن الكاريكاتير خلال القرن السادس عشر الميلادي، أما الكاريكاتير السياسي فقد برز في العصر الحديث في الصحف والمجلات.
ويرى المشموم من خلال خبرته في المجال أنه لا يمكن لكل شخص أن يكون فنان كاريكاتير، ويعلق قائلا: «يجب أن يتمتع رسام الكاريكاتير بثقافة عالية جدا، حتى يتمكن من خوض المجال الصحافي، ويتمكن من فهم القضايا المختلفة ويناقشها في رسوماته، بالإضافة إلى أنه يجب أن يتمتع بالموهبة الفنية ويجيد الرسم الكارتوني، وأن يمتلك حس الدعابة والسخرية والذكاء لإيصال لوحته أو المعلومة المراد إيصالها بسلاسة، باستخدام أدوات الكاريكاتير». ويضيف أن أهمية النص في الرسم الكاريكاتيري أنه يعتمد على الفكرة ومرتبط بالموضوع المراد إيصاله، وغالبا ما يكون بطرفة أو تعليق ساخر لموقف، ويجب أن يكون مختصرا وواضحا مبينا للحدث، ومدروسا.
وسائل التواصل
وعند سؤال المشموم عن دور وسائل التواصل الاجتماعي مع فنان الكاريكاتير يجيب: «إن هذا التساؤل يأخذ أكثر من جانب، أولها أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءا أساسيا في حياتنا اليومية، وهي بوابة عملاقة تدخلنا عالما مليئا بالأخبار والصور والفيديوهات والاحداث، مما سهّل وصول رسائل الكاريكاتير إلى المتلقي وسهّل قراءة الرسام لردود الأفعال على عمله الفني». وتابع المشموم: «ثانيا نرى أن وسائل التواصل الاجتماعي في نفس الوقت خلقت تحديا لرسام الكاريكاتير، بسبب زخم المعلومات والأخبار، مما يتطلب من رسام الكاريكاتير أن يكون متميزا، وأيضا متجددا في أساليب رسمه وطرح القضية التي يريد أن يبرزها، بصورة تشد المتصفح لتلك الوسائل، فعلى سبيل المثال هناك بعض الفنانين، وبسبب التكنولوجيا، أضافوا لإنتاجهم رسوما متحركة قصيرة يتضمن محتواها فكرة وموضوعاً.