نظّم مشروع كفاءات الكويت لفرص مستقبلية (كفو) التابع للديوان الأميري فعالية لقاء الخبراء حول «المسرح»، وهو أحد مواضيع مجتمع الثقافة والفنون، وذلك بحضور مجموعة من الخبراء والباحثين. وشارك في هذه الفعالية رئيس رابطة أعضاء هيئة التدريس بالمعهد العالي للفنون المسرحيــة د. خليفة الهاجري، والمخرج سليمان البسام، والكاتبة فطامي العطار، والسينوغراف حسين بهبهاني، وأدار اللقاء المخرج عصام الكاظمي، الذي قدم عرضا مرئيا مختصرا عن المشاركين.
في البداية، قالت المديرة التنفيذية لـ«كفو» د. فاطمة الموسوي: «هدفنا معرفة آخر المستجدات والمعرفة في مواضيع تخص قضايا المسرح، للمساعدة في تأسيس شبكة تعاون بين تلك الكفاءات».
ردود الفعل
من جانبها، تحدثت العطار عن انطلاقة اتجاهها لكتابة الرواية، لافتة إلى أنها كانت المجال المناسب لها في ذلك الوقت، لأن صياغة الحدث والقصة والشخصيات وبث الأفكار وتناولها بشكل حر بدون تدخل من أحد باعتبارها فنا أدبيا فرديا يتحمل مسؤوليته الكاتب. وأضافت العطار أن رواية «لا تنسى» كانت الرواية الوحيدة المنشورة في عام 2000، بالرغم من أنها كتبت العديد من الروايات لكن الوقت لم يسعفها لنشرها. وعن المسرح، قالت العطار: «أخذني إلى عالم ثان، بمحض المصادفة، وانطلقت من حيث الكتابة التي تعطي المجال لألمس وأرى ردود أفعال المتلقين، حيث يمكن للكاتب أن يرى مع الجمهور، وأن يستمع إلى التصفيق، وأن يدرك صدق ما يكتبه من خلال تصفح الوجوه». وتطرقت إلى تجربتها المسرحية، فقالت إن أول مسرحية كتبتها هي «طار برزقة»، التي تناولت فيها قضية اقتصادية وواقعا اجتماعيا، أما مسرحية «يدق ناقوس الخطر» فكتبت باللهجة، وساعد ذلك أن تكون للنكتة والكوميديا مساحة كبيرة في العمل.فرصة جميلة
من جانبه، قال المخرج البسام، إن «المنصة هي فرصة جميلة للتحدث عن بعض السبل لتطوير المجال المسرحي، ومعالجة الوضع الذي نعيش فيه كمسرحين، ولا يقتصر فقط على فن المسرح، ولكن ربما نطرح كل التحديات التي تواجه الفنانين بشكل في عام، وما نمكن أن نطرحه كأفكار أو توصيات». وأضاف «أتمنى أن ترفع هذه الأفكار والتوجهات المطروحة كتوصيات المنصة إلى أصحاب الشأن في الدولة». وشارك البسام الحضور في بعض الأفكار، وهي أن الكويت لها هالة خاصة فيما يخص تاريخها المسرحي الحيوي والنشيط. وتطرق إلى العناصر التي قد تكون مفيدة لتعزيز الوضع المسرحي، وذكر بعض النقاط المهمة، كتكوين الوعي المسرحي عبر المسرح المدرسي، أي أن تكون التوعية في سن مبكرة حينما يكون الفرد على مقاعد الدراسة، بالإضافة إلى التدريب المهني، وخلق فرص عملية.خطوط عريضة
من جهته، قال د. الهاجري: «المسرح عبارة عن نص مكتوب يعالج قضية معينة، وأحيانا هذا النص يكون مكتوبا أو نصا موسيقيا أو حركيا، ويلتقي هذا النص مع الممثلين الذين يأخذون الخطوط العريضة من النص وحفظه وإقامة البروفات بقيادة مخرج معين، والمكان هو خشبة المسرح التي تتضمن الديكور والإضاءة، وهناك شرط أساسي هو الالتقاء بالجمهور». وذكر الهاجري أن آخر أعماله هو «البقشه»، وتتطرق إلى اهتمام الدولة بالمسرح، وذكر قوالب تقديم العروض المسرحية التي يأتي منها القالب الترفيهي والتوثيقي والتعليمي التي تبث في المجتمع ثقافة معينة، وتكون جزءا من تراث هذا المجتمع. وناقش بعض القضايا المهمة في الواقع الكويتي من منطلق عمله كأكاديمي، وقدم بعض الحلول، ومنها موضوع النشاط المدرسي، وانتقاله إلى الأندية الصيفية، مبينا أن ذلك الأمر تراجع في الوقت الحالي. وأوضح أن «الحل المطروح الآن، ونحن بحاجة إليه، لا أن يعود المسرح كنشاط المدرسي، ولكن كمادة أساسية ضمن المناهج التعليمية في هذه المدارس، فالفائدة للمسرح تفوق الخيال».تجربة وقضايا
وبدوره، تحدث بهبهاني عن تجربته مع الهيئة العامة للإعاقة منذ ثلاث سنوات في المسرح، وتعامله مع جميع الإعاقات، وتأسيس ورشة ممتدة لسنوات وهي «السيكودراما» بمساعدة كل من آلاء جمعة، وكوثر العلي، والتي أثبت نجاحها وحققت صدى جميلا بدمج المعاقين وتواصلهم مع المجتمع، مؤكدا أن قوام المسرح هو التواصل. وأشار إلى أن الورشة تركز على الأعمال المسرحية وفق دراسة ومنهج أكاديمي يتطابق مع المعهد العالي للفنون المسرحية ويتناسب مع قدرات المعاقين، لافتا إلى أن لديه تعاونا مثمرا مع المعهد من خلال خطة مدروسة.