مع تقديري واحترامي للبواسل من الجيش الأبيض سواء كانوا أطباء أو ممرضين أو فنيين أو إداريين ممن واصلوا الليل بالنهار لأكثر من عام حتى الآن في العمل على راحتنا ومعالجة المرضى بعد جائحة كورونا التي نتمنى زوالها بالقريب العاجل، فإن هؤلاء الأبطال هم ضحية تخبط حكومي سواء من وزيرهم وقيادييهم وصولاً إلى مجلس الوزراء بسبب عدم معالجة الوضع بصورة متكاملة وحصر الوباء الذي أصبح يتفاقم ويقسو علينا بصورة أشد من بداية انتشاره، وذلك بسبب قصر النظر وتسجيل البطولات الزائفة مبكراً. فعندما يغيب التخطيط السليم يذهب معه العقل ويرتفع ريش الطاووس فنضيع في دوامة فلان وعلان اللذين أضاعانا بسبب البطانة التي لا همّ لها سوى كيفية التطبيل وتحصيل الهبات والمناصب وغيرها من الخدمات الجليلة، ففي بداية الأزمة تباهوا وتفاخروا بسرعة اتخاذ الإجراءات، وأن العديد من الدول اتبعت سياستهم التي تحولت الى أشبه بالسجون للشعب الذي انصاع لأوامرها ونفذ متطلباتها على أمل انحصار هذا الوباء الذي ما إن تنفسنا الصعداء حتى عدنا إلى المربع الأول ولكن بصورة أشد بعد ارتفاع معدل الإصابات.
وامام مرأى ومسمع الجميع تأتي التبريرات الحكومية بأن السبب هو التجمعات والمناسبات المختلفة وغيرها، دون أن تحاسب المتسبب الحقيقي خصوصا أن بيدهم تطبيق القانون في محاسبة المخالفين "فمن أمن العقوبة أساء الأدب"، ولو كانت هناك محاسبة حقيقية وجادة بحق المخالفين لما "فرطت" الأمور، وأصبحت التجاوزات أمام مرأى ومسمع الحكومة التي تتعامل بردات الفعل كالعادة، وتهدد وتتوعد وتصرح وتقرع طبول الحرب، ولكن الوضع "خريط مريط" حتى أصبح الطفل يعلم جيدا أنها لن تهز شعرة من رأسه.كل الإجراءات اتبعت وكل الطرق اتخذت وكل الوسائل نفذت من أبناء الشعب، فأين الخلل يا خبراء الصحة؟ وأين تكمن المشكلة وراء هذا التفشي؟ ولماذا لا يخرج وزير الصحة وقياديوه ومستشاروه لشرح الأسباب الحقيقية بدلا من مؤتمرهم الممل الذي استمر على المنوال نفسه فضلاً عن الاستعطاف والاستجداء؟ ولماذا لا تكون هناك مخالفة صارمة لكل من أقام مناسبة أو خالف الاشتراطات؟ ولماذا لا يتم تطبيق القانون الذي أصبحنا نسمع عنه ولا نجده على أرض الواقع؟
مقالات - اضافات
شوشرة: مرضى القرار
12-03-2021