لبنان في طريقه إلى العتمة... وقوات الأمن وصلت للحضيض
باريس تتهم المسؤولين اللبنانيين بعدم مساعدة بلدهم
تزايدت الأمور تعقيدا في لبنان، وتتجه به نحو الأسوأ مع إطلاق وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر تصريحا ناريا قال فيه: "نحن ذاهبون إلى العتمة".وبعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، أشار غجر إلى "أننا وضعنا الرئيس في جو الضغط الذي نعمل به كي لا نصل إلى العتمة"، لافتا إلى أن "سلفة الـ1500 مليار ليرة وردت في موازنة عام 2021، ووضعنا ملاحظاتنا عليها، وقلنا إننا بحاجة لهذه المساهمة المالية لاستيراد الفيول اللازم لتأمين الكهرباء". وأضاف: "اليوم، هذه الأسعار ترتفع مجددا، ونحن بحاجة إلى إيجاد مصدر لشراء الفيول. نحتاج أموالا في الموازنة الجديدة، وبحاجة إلى سلفة من أجل أن نستمر"، متابعا: "اننا ذاهبون إلى العتمة، لكنني لا أعتقد أن النواب سيقبلون أن يكونوا شاهدين على هذا الأمر، والحل بين أيديهم ونحن قمنا بمسؤولياتنا"، متسائلا: "هل يمكن تخيل ماذا سيحصل من دون كهرباء؟".
وبعد يومين من توبيخ قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون للساسة قائلا إن الجنود "يجوعون مثل الشعب"، أعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي أن الوضع الأمني في لبنان "تلاشى" والبلد "مكشوف على كل الاحتمالات وليس فقط اغتيالات"، معتبرا أن قوات الأمن "تُستنزف وغير قادرة على الوفاء بواجباتها مع اشتداد وطأة الانهيار المالي والجمود السياسي".وفي حديث لبرنامج TalkOn، أمس الأول، قال فهمي: "هناك حالة من الفوضى على كامل الأراضي اللبنانية، بسبب الخلافات بين المكونات المذهبية والطائفية والأحزاب السياسية، الأمر الذي أدى الى تلاشي المنظومات الاقتصادية والأمنية والمالية والاجتماعية والصحية والثقافية". واعتبر أن "القوى الأمنية تستنزف كل يوم، ووصلنا الى الحضيض، وبغير مقدورنا تنفيذ 90 في المئة من مهامنا لحماية الوطن والمواطنين، إضافة الى أن آلياتنا نصفها معطل، وقيمة رواتب القوى الأمنية تراجعت بنسبة كبيرة"، لافتا الى أن "الوضع الأمني تلاشى اليوم كليا، والبلد مكشوف على كل الاحتمالات ليس فقط اغتيالات"، مطمئنا في الوقت نفسه بأن "القوى الأمنية من أمن عام وجيش وكل الأسلاك الأمنية الأخرى تعمل بكل جهدها لحماية لبنان".من ناحية أخرى، التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه سفير إيران في بيروت محمد جلال فيروزينيا، وعرض معه المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وسبل تحسين وتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين.وكان السفير الإيراني رفض طلب استدعائه قبل أيام من الخارجية، التي أرادت الاحتجاج على مقال نشرته قناة "العالم" المدعومة من إيران، يسيء الى البطريرك الماروني بشارة الراعي.وفي باريس، اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس، السياسيين اللبنانيين «بعدم تقديم المساعدة» لبلدهم الذي يواجه مخاطر «الانهيار».وقال لودريان للصحافيين، «قد أميل للقول إن المسؤولين السياسيين اللبنانيين لا يساعدون بلداً يواجه مخاطر، جميعهم أياً كانوا»، مستنكراً تقاعس الطبقة السياسية عن التصدي لخطر «انهيار» البلاد.