في اليوم الخمسين من ولايته، ألقى، أمس، الرئيس الأميركي، جو بايدن، أول خطاب رسمي له وقت ذروة المشاهدة التلفزيونية منذ وصوله إلى البيت الأبيض، دافع خلاله عن خطته الضخمة لتحفيز الاقتصاد، وأضاء على التقدم المذهل في حملات التلقيح ضد فيروس «كورونا»، الذي يشير إلى الاقتراب من القضاء على الوباء.

وأمس الأول، قال الرئيس الأميركي «سأتحدث عن كل أحداث العام الماضي، لكن الأهم من ذلك، سأتحدث عما سيأتي». وتابع «هناك أسباب حقيقية للأمل، أعدكم. نرى النور في نهاية النفق».

Ad

ورغم معارضة الجمهوريين، الذين اعتبروا أن كلفة حزمة تحفيز الاقتصاد باهظة وغير محددة في أهدافها، تبنى الديمقراطيون الذين يشكلون الأغلبية في مجلس النواب أمس الأول، خطة بقيمة 1.9 تريليون دولار، وهو مبلغ ضخم يعادل الناتج المحلي الإجمالي لإيطاليا.

وأشاد بايدن «بالانتصار التاريخي للأميركيين»، مبديا استعداده للدفاع عن هذه الخطة التي سيوقعها اليوم.

ومن المقرر أن يسافر إلى ولاية بنسلفانيا الثلاثاء المقبل، أول محطة ضمن جولته المرتقبة في أنحاء البلاد.

على صعيد آخر، يجتمع مسؤولو السياسة الخارجية الأميركية الأسبوع المقبل بنظرائهم الصينيين في أول لقاء بين أكبر قوتين في العالم منذ انتخاب بايدن تعهّدوا بأن يكون «صريحا جدا» فيما تبدو واشنطن وبكين على حافة حرب باردة جديدة.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس الأول، أنه سيتوقف في 18 مارس بأنكوراج في الأسكا، بطريق عودته من رحلته الأولى إلى الخارج والتي ستقوده إلى اليابان وكوريا الجنوبية، بهدف تعزيز تحالفات الولايات المتحدة في مواجهة الصين.

وبعدما كان وزير الخارجية الأميركي وصف الصين الأسبوع الماضي بأنها «أكبر تحد جيوسياسي في القرن الحادي والعشرين»، سينضم إليه مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، للقاء وزير الخارجية وانغ يي والدبلوماسي الصيني البارز يانغ جيشي، في أكبر مدن الاسكا المطلة على المحيط الهادئ.

وأعلن بلينكن على «تويتر»، أنه يريد التركيز على المسائل التي لواشنطن «خلافات عميقة» حولها مع بكين.

وأوضح لاحقاً خلال جلسة استماع برلمانية «انها مناسبة مهمة بالنسبة الينا لكي نبحث بطريقة صريحة جدا المواضيع العديدة التي تثير قلقا بشأن أعمال وموقف بكين التي تشكل تهديدا لأمن وازدهار وقيم الولايات المتحدة وشركائنا وحلفائنا».

وأضاف: «سنرى أيضا ما اذا كانت هناك فرص تعاون»، مؤكدا في الوقت نفسه أن الحوار بعد هذا اللقاء الأول سيكون رهنا باحتمال تحقيق «تقدم ملموس» حول المواضيع الخلافية.

وأكدت وزارة الخارجية الصينية امس اللقاء، في بيان لها موضحة انه ينظم «بمبادرة من الولايات المتحدة».

ويعود آخر اجتماع ثنائي إلى يونيو، خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، حين عقد وزير الخارجية آنذاك مايك بومبيو اجتماعا حول أزمة شركة هواوي مع يانغ جيشي، ومن دون أن يؤدي إلى تهدئة التوتر بين أكبر قوتين عالميتين.

وانخرط ترامب وبومبيو في مواجهة شاملة في ما يشبه الحرب الباردة مع العملاق الآسيوي. وتجسّدت النتيجة في بروز أزمة غير مسبوقة منذ إقامة العلاقات الثنائية في السبعينيات.

واعتبر بلينكن أن الرئيس الجمهوري السابق كان محقاً في اتّخاذه موقفاً صارماً، لكن الفريق الديمقراطي الجديد يريد تنسيق مواقف واشنطن مع حلفائها بشكل أكبر، وكذلك التعاون مع الصين حول «تحديات» تواجه العالم على غرار فيروس كورونا والمناخ.