وسط غياب أي مسار واضح باتّجاه عودة الحياة إلى طبيعتها، مرت أمس الذكرى السنوية الأولى لإعلان منظمة الصحة العالمية فيروس «كورونا» وباء عالمياً، في وقت لا يزال الخوف يتسيّد المشهد رغم فسحة أمل وفرتها اللقاحات وعززتها دراسة جديدة تؤكد فعالية «فايزر» بنسبة 97 في المئة ضد الحالات التي تظهر عليها أعراض.

وتم تسليط الضوء على ضخامة التحدي في البرازيل، أكبر دولة في أميركا اللاتينية، التي سجّلت، أمس الأول، حصيلة يومية قياسية من الوفيات بلغت 2286 مدفوعة بانتشار نسخ متحوّرة من فيروس معدية أكثر.

Ad

وعلى الصعيد الاقتصادي، أقر الكونغرس الأميركي حزمة إنعاش بقيمة 1.9 تريليون دولار، قال الرئيس جو بايدن، إنها ستمنح العائلات الأميركية التي تعاني «فرصة للقتال».

ومنذ ظهوره في الصين نهاية العام 2019، أودى الوباء بحياة أكثر من 2.6 مليون شخص وفرض قيوداً غير مسبوقة على الحركة؛ مما أدى إلى انكماش الاقتصادات.

وأعلنت منظمة الصحة رسمياً، أن «كوفيد 19» أصبح جائحة في 11 مارس 2020 بعدما بدأت أعداد المصابين ترتفع وتنتشر في كل أنحاء آسيا وأوروبا.

وفي ذلك الوقت، تم تسجيل نحو 4600 وفاة رسمياً في أنحاء العالم.

وفي اليوم نفسه، أعلن الممثل توم هانكس أثناء وجوده في أستراليا لتصوير مشاهد لأحد الأفلام، أنه أصيب بالفيروس، مما عمق المخاوف من أن أحداً ليس بمأمن عن الوباء.

لكن مع بداية الشعور بالآثار المباشرة للوباء في الولايات المتحدة، قلل الرئيس السابق دونالد ترامب من أهمية التهديد وقال: «لن يكون للفيروس فرصة للتغلب علينا».

وتحوّلت الولايات المتحدة إلى أكثر الدول تضرراً، فبات عدد الوفيات فيها جرّاء الوباء يبلغ أكثر من 528 ألفاً.

وكانت الدفاعات الوحيدة ضد الفيروس قبل عام وضع الكمامات والحد من تفاعل الناس مع بعضهم بعضاً.

وتوقفت حركة الطيران العالمي وفرضت الحكومات قيوداً مشددة على المواطنين، مما أجبر المليارات على الخضوع لشكل من أشكال الإغلاق بينما ساد الخوف.

في الوقت نفسه، أطلقت الحكومات والعلماء سباقاً لإنتاج لقاحات مع إجراء عمليات بحث وتطوير بوتيرة متسارعة غير مسبوقة.

ويعتبر نجاح لقاحي «أسترازينيكا/أكسفورد» و«جونسون آند جونسون» سبباً إضافياً للتفاؤل نظراً إلى سهولة نقلهما وتخزينهما مقارنة بلقاحي «فايرز/بايونتيك» و«موديرنا» اللذين يتطلبان ثلاجات فائقة البرودة.

وفي خطوة من شأنها أن تضاعف كمية الجرعات، التي ستحصل عليها الولايات المتحدة من هذا اللّقاح، أعلن الرئيس الأميركي، أمس الأول، أنّ إدارته ستشتري 100 مليون جرعة إضافية من «جونسون آند جونسون».

وقال بايدن عقب اجتماع في البيت الأبيض مع مديري شركة «جونسون آند جونسون» وشركة الأدوية الأميركية العملاقة «ميرك» اللتين أعلنتا الأسبوع الماضي التوصّل إلى اتفاق لإنتاج هذا اللقاح، إنّ «تطعيم الأميركيين هو السبيل الوحيد للتغلّب على الجائحة».

وتعهد بايدن بأن تتقاسم الولايات المتحدة جرعات من لقاحات «كورونا» مع دول أخرى «إذا كان لدينا فائض». وأضاف أن الفيروس «ليس شيئاً يمكن إيقافه بسياج، بغض النظر عن مدى الارتفاع في بناء سياج أو جدار. لذلك لن نكون آمنين في النهاية حتى يصبح العالم آمناً. لذلك سنبدأ بالتأكد من رعاية الأميركيين أولاً، وبعد ذلك سنحاول مساعدة بقية العالم».

من ناحيته، أمل خبير الأوبئة وكبير المستشاريين الطبيين بالبيت الأبيض أنتوني فاوتشي أن تحظى الولايات المتحدة، التي تضررت بصورة كبيرة من «كورونا»، ببعض من الحياة الطبيعية قريباً.

ولكن في الذكرى الأولى لظهور الجائحة، التي دفعت السلطات لفرض إجراءات إغلاق في أنحاء أميركا، أعرب فاوتشي في حوار مع صحيفة «ماكلاتشي» الأميركية عن حذره، مشاركاً بأهم درس تعلمه العام الماضي وهو: «لا تستهينوا أبداً بخطورة هذا الفيروس».

وفي كوبنهاغن، أعلن وزير الصحة الدنماركي ماغنوس هيونيكه، أمس، وقف بلاده لاستخدام «أسترازينيكا» بسبب مخاوف تتعلق بالجلطات الدموية.

وقال: «إن تعليق استخدام اللقاح إجراء احترازي، عقب ظهور دلالات على آثار جانبية خطيرة محتملة تتمثل في جلطات دموية مميتة».

كما قالت السلطات الصحية النرويجية أمس، إنها ستعلق استخدام «أسترازينيكا» كإجراء احترازي.

في المقابل، أفادت رئيسة وحدة سلامة الأدوية في وكالة المنتجات الطبية السويدية فيرونيكا ارثورسون، بأن الوكالة حالياً ليس لديها دليل يدعم وقف استخدام «أسترازينيكا».

وفي لندن، قال جيمي ديفيز، المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، رداً على تعليق الدنمارك استخدام «استرازينيكا»، إن «اللقاح آمن وفعال».

وأعلنت وكالة الأدوية الأوروبية، أمس الأول، إن 5 دول أوقفت استخدام شحنة من «أسترازينيكا».

إلى ذلك، أظهر لقاح «فايزر» فعالية بنسبة 97 في المئة ضد حالات «كوفيد 19» التي تظهر عليها أعراض والأشكال الأقوى من المرض، حسب دراسة أجريت في إسرائيل ونشرت أمس، مما يحسن المعطيات المعروفة أساسا حول هذا اللقاح. وجاء في بيان لمختبرات «فايزر» ووزارة الصحة الإسرائيلية، أن النتائج التي استخلصت من بيانات تتعلق بأشخاص تلقوا اللقاح في إسرائيل «تشكل الأدلة الملموسة الأوفى حتى الآن التي تظهر فعالية اللقاح».