قطر وتركيا وروسيا: مقاربة جديدة لتسوية «الكابوس السوري»
الدوحة: أسباب تعليق عضوية دمشق بالجامعة العربية مازالت قائمة
اختتم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، جولة خليجية في الدوحة أمس، بدأها من الإمارات وشملت السعودية، ركّزت على دعم جهود موسكو للتوصل إلى تفاهم يسمح بعودة دمشق إلى جامعة الدول العربية، مع فتح نافذة حضور عربي للمشاركة بجهود إنهاء النزاع السوري، الذي يقترب من ذكرى اندلاعه العاشرة، بإطلاق «عملية تشاورية ثلاثية» جديدة تشارك بها، إضافة إلى بلاده، قطر وتركيا.وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه القطري محمد بن عبدالرحمن، والتركي مولود جاويش أوغلو، إن هذا أول لقاء على المستوى الوزاري بين الدول الثلاث بشأن سورية، موضحاً أن هذا المسار لحل الأزمة لا ينافس «مسار أستانا»، الذي ترعاه روسيا وتركيا وإيران بغياب أي حضور عربي فاعل.وأضاف الوزير الروسي، أن الوزراء الثلاثة أكدوا مشاركتهم في الجهود الدولية لتأمين العودة الطوعية والآمنة للاجئين إلى سورية، مطالباً في الوقت ذاته بضرورة عودة حكومة الرئيس بشار الأسد إلى الجامعة العربية.
من جهته، شدد وزير الخارجية القطري على أن أسباب تعليق عضوية سورية بالجامعة العربية ما زالت قائمة.وقال بن عبدالرحمن: «بحثنا تطورات الملف وإمكانية تقديم المبادرات لوصول المساعدات الإنسانية لكل الأراضي السورية»، مضيفاً أنهم أكدوا أن الحل في سورية لابد أن يكون سياسياً لا عسكرياً.بدوره، قال وزير الخارجية التركي: «قررنا مواصلة الاجتماعات المشتركة، والاجتماع المقبل سيعقد في أنقرة». ورأى أنه «يجب الضغط على النظام السوري لكسر الجمود في الوضع الراهن لإيجاد حل سياسي للأزمة»، لافتاً إلى ضرورة تخفيف الأزمة الإنسانية ومضاعفة المساعدات.وفي وقت سابق، بحث أمير قطر تميم بن حمد مع أوغلو ولافروف، في اجتماعات منفصلة، المستجدات الإقليمية والدولية.وجاء إعلان الدوحة، بعد إطلاق وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، عقب مباحثات مع لافروف، ما وصف بمبادرة «النداء الأخير لإنقاذ سورية، رغم المنغصات»، ودعوته لإلغاء «قانون قيصر» الأميركي الذي يستهدف الأفراد والشركات التي تتعامل مع حكومة دمشق.وتحدثت تقارير عن نجاح زيارة لافروف للرياض، وإمكانية مواكبة ذلك بخطوات قد تشمل إعادة افتتاح السفارة السعودية وسفارات عربية بدمشق قريباً.وعلى هامش جولته عقد لافروف مباحثات مع رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، بأبوظبي، ترشح عنها حديث عن مطالبة موسكو له بالاستعداد للانخراط في حوار مباشر مع دمشق وتجاوز الحساسيات الداخلية، في حين أفادت مصادر بأن وزير الخارجية الروسي سيلتقي وفداً من «حزب الله» في موسكو الاثنين المقبل. في هذه الأثناء، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الوضع السوري بأنّه «كابوس حيّ»، محذراً من تعرض 60 في المئة من السورين لخطر الجوع.