زملاؤنا الراحلون
في أسبوع واحد خسرت الدبلوماسية الكويتية ثلاثة من أبنائها المخلصين لوطنهم، تفانوا في عملهم الدبلوماسي، وتولوا عدة مناصب سواء داخل الوزارة أو في بعثات الكويت الدبلوماسية والقنصلية في الخارج. أول الراحلين هو السفير عبدالعزيز عيسى الخضر، يرحمه الله، ويعتبر من الأوائل الذين انضموا لوزارة الخارجية الحديثة العهد، وذلك في عام ١٩٦٥ وذلك في مبنى الخارجية الأول الذي يقع في المنطقة القريبة من مطار الكويت القديم مطار النزهة، ومقابل منطقة الشامية وسميت لاحقا ضاحية عبدالله السالم، ومبنى الخارجية الأول بيت الشيخ عبدالله مبارك استأجرته الخارجية بعد نشأتها بعد الاستقلال. كان السفير عبدالعزيز الخضر أبو هاني، رحمه الله، طيب المعشر إنسانا اجتماعيا يبتسم دائما، تقلد عدة مناصب في وزارة الخارجية وفي سفارات الكويت بالخارج، يذكر الأخ العزيز الدبلوماسي عادل العبدالمغني في كتابه (سفراء دولة الكويت) بأن السفير عبدالعزيز الخضر عمل أولا في إدارة المراسم بوزارة الخارجية، بعدها انتقل للعمل كدبلوماسي في سفارة الكويت في المملكة المتحدة وبعد عودته إلى الكويت عمل مديرا لمكتب الشيخ صباح الأحمد وزير الخارجية آنذاك (رحمه الله).
بعدها تقلد منصب سفير الكويت لدى إيطاليا، ومن المناصب التي تقلدها بعد عودته من الخارج أصبح مديرا لإدارة الصحافة والثقافة، وأيضا عمل مديرا لإدارة آسيا وإفريقيا، أما آخر منصب له قبل التقاعد فكان سفير دولة الكويت لدى الأرجنتين، رحم الله السفير عبدالعزيز الخضر وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله الصبر والسلوان. أما الدبلوماسي الآخر الذي رحل عن دنيانا الفانية، فكان الأخ علي ناصر الحمدان القنصل العام السابق في مومبي بالهند، أيضا يعتبر المرحوم علي من أوائل العاملين بوزارة الخارجية، فقد عمل بقسم الرمز عند بداية تأسيسه، وكان نائبا للسيد راشد عبدالله الفرحان أول رئيس لقسم الرمز (أطال الله بعمره) الذي عمل نائبا في مجلس الأمة، ووزيرا سابقا، وهو والد السفير قصي الفرحان. تولي المرحوم علي الحمدان رئاسة قسم الرمز وعرفته منذ انضمامي لوزارة الخارجية في منتصف السبعينيات، فقد كان رجلاً خلوقاً ويعمل بصمت، بعد فترة وفِي عام ١٩٨٣ انتقل للعمل كسكرتير أول في سفارة الكويت في نيودلهي بالهند، ليحل محلي بعد انتقالي لديوان وزارة الخارجية. وآخر عمل للأخ علي الحمدان كان قنصلا عاما للكويت في مدينة بومبي الهندية، رحمه الله الأخ العزيز علي ناصر الحمدان وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وأصدقاءه الصبر والسلوان. الدبلوماسي الآخر الذي افتقدته وزارة الخارجية هو الأخ السفير المرحوم عبدالعزيز الشراح سفير الكويت لدى جمهورية البوسنة والهرسك، آخر منصب تولاه الفقيد، وقبل ذلك عمل في عدة سفارات بالخارج منها إسبانيا واليونان، وعمل رئيس بعثة في نيجيريا، ًيعتبر الفقيد عبدالعزيز من السفراء الشباب الذين انضموا لوزارة الخارجية في منتصف الثمانينيات. رحم الله الأخ السفير عبدالعزيز الشراح وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، فهذه كلمات أود أن أعبر من خلالها عن مشاعري تجاه زملاء خدموا وطنهم الحبيب بجد واجتهاد، رحمهم الله وأسكنهم الجنة، وإنا لله وإنا اليه راجعون. أبارك للأخ العزيز السفير مجدي الظفيري بمناسبة تعيينه نائبا لوزير الخارجية، متمنيا له التوفيق والنجاح في أداء مهامه، والشكر موصول لأخي العزيز السفير جمال عبدالله فراج الغانم على تحمله مسؤولية مهام نائب الوزير بالإنابة للفترة السابقة، والتمنيات للأخوين بالصحة والسعادة وخدمة الكويت الحبيبة من كل موقع.