الله بالنور:الوضع الهش والمؤقت
واضح من معطيات الواقع، الذي نعيشه كمواطنين، أنه ما لم تذهب الحكومة، فإن ذهاب المجلس وارد جداً!ليس هناك حل...الاستجوابات تنهمر كالسيل على رئيس الوزراء، وتنهمر كالطوفان على وزير الصحة، والاثنان ينتميان للأسرة الحاكمة، لأن بعض النواب يعتقدون أنه من الأسهل والأكثر إيلاماً للحكومة استجواب شيخ وزير بدلاً من وزير من خارج دائرة الأسرة...
من وجهة نظر بعض النواب أن الحكومة لا مانع لديها بالتضحية بوزير عادي للحفاظ على الوزراء "الديلوكس"!الغصة التي تشعر بها الحكومة لم تبدأ اليوم، بل بدأت بانتخابات الرئاسة، علماً بأنه لم يكن هناك صراع أيديولوجي بمعنى الكلمة، وإنما تسابق على نفوذ وهمي لم تقره أي أعراف، سواء كانت سياسية أو دستورية أو حتى اجتماعية... لنفترض أن رئيس الوزراء استقال اليوم، وتم تعيين شيخ آخر لرئاسة الحكومة، فهل هذا سيرضي النواب؟أشك تماماً في ذلك، فرئيس الحكومة الجديد سيتعرض لنفس الضغوط ولنفس التهديدات بالاستجواب ولنفس عدم الاستقرار السياسي، الذي أصبح متلازمة ليس لها حدود...إذا كانت هناك حاجة للتغيير، فإن ذلك التغيير يجب أن يكون في النمط، وليس في الأشخاص، هذا التغيير في النمط السياسي يتوجب وجود فكر جماعي مستقبلي وليس فكراً أحادياً يحاول أن يسيطر على وضع هش ومؤقت.