المخ لا الأنف وراء الروائح الكريهة لدى متعافي فيروس كورونا

في دراسة أنجزها فريق بحثي بمستشفى ابن سينا باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي

نشر في 14-03-2021
آخر تحديث 14-03-2021 | 00:00
إسماعيل إبراهيم-خالد جاد
إسماعيل إبراهيم-خالد جاد
أنجزت وزارة الصحة دراسة طبية فريدة من نوعها، للكشف عن اعتلال وتأثر حاسة الشم لدى مصابي "كورونا"، وتفسير استمرار الروائح الكريهة لدى بعض المرضى المتعافين من "كوفيد 19"، باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي.

ونشرت الدراسة العلمية الكويتية في المجلة الطبية لجمعية الأعصاب الأميركية وتداولتها منصات دولية متعددة، وهو ما يعد إنجازا طبيا لدولة الكويت.

وأجرى الدراسة فريق من مستشفى ابن سينا للجراحات التخصصية مكون من استشاري أشعة المخ والأعصاب د. خالد جاد وطبيب المخ والأعصاب في قسم الجهاز العصبي د. إسماعيل إبراهيم.

وأكد إبراهيم أن نحو 50% من مرضى "كوفيد 19" يشكون من اعتلال وفقدان حاسة الشم أثناء الإصابة بالفيروس، وأن 90% من المرضى تعود لهم حاسة الشم عقب التشافي من الفيروس. وأضاف أن كثيرا من المرضى وعقب التعافي من الفيروس وعودة حاسة الشم إليهم يشكون من أنهم يشمون روائح كريهة، وهي شكوى مزعجة وتؤثر على جودة الحياة، وتؤدي ببعض المرضى إلى الاكتئاب ونزول الوزن لديهم.

وأشار إلى أن الدراسة الأخيرة بحثت في أسباب حدوث هذه الشكوى لدى المرضى، لافتا إلى أن الدراسة حاولت تفسير أسباب استمرار الروائح الكريهة لدى المرضى المتعافين من مرض "كوفيد 19" باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي، حيث تم التوصل إلى أن ذلك يعود إلى وجود خلل في الفص الأمامي من الدماغ والمراكز العلوية المسؤولة عن معالجة الروائح، وليس في الأنف.

وأوضح إبراهيم أن مريضة تبلغ من العمر 25 عاما وبعد تعافيها من "كوفيد 19" عانت شم روائح كريهة في صورة حريق أو بنزين، وهو ما أدى إلى إصابتها بالاكتئاب ونزول في وزنها واستمرت الأعراض مدة 3 أشهر بدون تحسن.

وذكر أنه من خلال استخدام تقنية الرنين المغناطيسي الوظيفي وجدنا أن المشكلة في الفص الأمامي من الدماغ المسؤول عن ترجمة الروائح وإعطاء كل رائحة اسم ووصفة يترجمها في شكل رائحة كريهة.

وكشف أن الفريق البحثي في مستشفى ابن سينا بصدد إجراء دراسة أكبر وعلى نطاق أوسع على شريحة أكبر من المرضى المتعافين من الفيروس ممن يعانون هذه المشكلة باستخدام طرق بحثية منضبطة، ونشر نتائج الدراسة في مجلات علمية غربية محكمة.

تقنية متطورة

من جانبه، أكد جاد أن الرنين المغناطيسي الوظيفي تقنية حديثة ومتطورة لتقييم نشاط خلايا المخ التي تعمل في اللحظة الحالية، لافتا إلى أنها تعد تطورا طبيا وتقنيا عظيما.

وأشار إلى أن الكويت لا تختلف عن دول أوروبا وأميركا في التطور الحاصل في تخصص الأشعة والتصوير الطبي، مشيدا بدعم جميع العاملين في مستشفى ابن سينا وإدارة المستشفى ومسؤولي وزارة الصحة، والتطور الكبير الحاصل في مستشفى ابن سينا.

عادل سامي

back to top