أيرلندا تُعلّق استخدام «أسترازينيكا» وتظاهرات «غربية» ضد إغلاق «كورونا»
الصين تسهل منح التأشيرة لمتلقي أحد لقاحاتها
يبدو أن سمعة شركة «أسترازينيكا» السويدية تضرّرت بالفعل بعدما انضمّت أيرلندا، أمس، إلى دول عدّة علّقت استعمال لقاحها المضاد لفيروس «كورونا» المستجد موقّتاً، إثر رصد حالات تجلّط دم خطيرة لدى أشخاص تلقوه.فقد أوصت اللجنة المكلفة برنامج التلقيح في أيرلندا، بتعليق «احترازي» للقاح الذي تصنعه «أسترازينيكا» بالتعاون مع «جامعة أكسفورد» البريطانية، بعد تسجيل إصابات بجلطات دموية كانت آخرها في النروج.وقال نائب كبير المسؤولين الطبيين في أيرلندا، رونان غلين، إنه «تم تقديم هذه التوصية في أعقاب تقرير من هيئة الأدوية النرويجية، عن تسجيل 4 حالات جديدة لتخثر خطير في الدم لدى بالغين بعد التطعيم بأسترازينيكا». وأضاف: «لم يتم التوصل لإثبات وجود أي صلة بين اللقاح وتلك الحالات، غير أنه بناء على المبدأ الوقائي، وانتظار الحصول على مزيد من المعلومات، أوصت اللجنة الاستشارية الوطنية للمناعة، بتأجيل موقت لبرنامج التطعيم بأسترازينيكا في أيرلندا».
وتضررت سمعة «أسترازينيكا» بالفعل بعد تعليق استعمال لقاحها الأسبوع الماضي في عدد من الدول في أوروبا والعالم، لمخاوف مرتبطة بسلامة اللقاح وأمانه على متلقيه.وأول من أمس، كشفت السلطات النرويجية، دخول 3 شبان من العاملين في القطاع الصحي المستشفى، لعلاجهم من حالات نزيف وتجلطات وانخفاض في عدد الصفائح الدموية، وكانوا جميعهم قد تلقوا «أسترازينيكا» أخيراً.وحسب المدير الطبي لدى وكالة الأدوية النرويجية شتينار مادسين، فإن المرضى الثلاثة «لديهم أعراض غير معتادة: نزيف، وتجلطات دم وعدد منخفض من الصفائح الدموية». وأضاف: «إنهم مرضى جداً، نأخذ هذا على محمل الجد بشدة».من جهتها، أصرت «أسترازينيكا» على أن تحليل بيانات السلامة للقاحها، التي تشمل الحالات المبلغ عنها من أكثر من 17 مليون جرعة تم توزيعها، لم تظهر أي دليل على ارتفاع خطر الإصابة بالجلطات الرئوية أو تجلط الأوردة العميقة أو انخفاض صفائح الدم.وبينما يعاني العالم نقصاً شديداً في اللقاحات بعد تخلّف المصنّعين، بما في ذلك شركة «أسترازينيكا»، عن تعهداتهم بتسليم كميات كبيرة من اللقاح، ما خلق توتراً كبيراً بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، قامت شركتا «بيونتيك ـــ فايزر» الألمانية - الأميركية، المنتجتان للقاح «كورونا»، ببناء تحالف تصنيع جديد يمكن أن يكون بمنزلة «شريان حياة جديد للعالم» ويوفر اللقاحات المطلوبة، حسب صحيفة «وول ستريت جورونال». ويتكون التحالف من 13 شركة منها «نوفارتس» و«ميرك» و«سانوفي». ومن المتوقع أن ينتج هذ التحالف ملياري جرعة من اللقاح هذا العام. وقالت «بيونتيك» إنها واثقة من أن التحالف سيسمح لها ولشركة «فايزر» بتحقيق هدفهما المتمثل في إنتاج ملياري جرعة هذا العام.وبموجب الاتفاقية، تزود شركة «بيونتيك» ألمانيا والصين وتركيا باللقاح، بينما تغطي شركة «فايزر» بقية العالم. وحتى الآن، باعت الشركتان 500 مليون جرعة للاتحاد الأوروبي، و300 مليون إلى الولايات المتحدة، و120 مليوناً إلى اليابان، و110 ملايين للصين وأقاليمها، و40 مليوناً إلى المملكة المتحدة، و20 مليوناً إلى كندا. كما تم بيع ملايين الجرعات في عقود غير معلنة مع دول الشرق الأوسط ودول أخرى، إضافة إلى بيع 40 مليون جرعة إلى «تحالف كوفاكس».الى ذلك، أعلنت الصين تخفيف إجراءات الدخول إلى أراضيها على الأجانب الذين تلقوا أحد اللقاحات المصنوعة في الصين، حسبما أفادت وكالة «بلومبرغ» الأميركية للأنباء، أمس. ومن المنتظر أن يدخل القرار الصيني حيز التنفيذ اليوم.وسيطلب من الأجانب الراغبين في دخول الصين والذين تلقوا لقاحاً صيني الصنع، أوراقاً أقل من غيرهم. وبموجب شهادة تثبت تلقيهم لقاحاً صينياً، سيعفون من شهادات التلقيح ومن ملئ نموذج السفر في المطارات.وللإشارة فإن معظم الدول في الغرب لم توافق على اللقاحات الصينية الصنع بسبب عدم اكتمال التجارب المفروضة علمياً.وفي وقت خرج آلاف المواطنين إلى شوارع مدن ألمانية وكندية ودنماركية مختلفة احتجاجاً على القيود المفروضة من حكومتهم للحد من تفشي الفيروس، هرع، أمس، الإيطاليون إلى الحدائق وشوارع التسوق المركزية وصالات تصفيف الشعر قبل أن تعود معظم البلاد إلى إغلاق اليوم.وأعلن وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانسا، أن «تطبيق تدابير أكثر صرامة والزيادة التدريجية لعدد الأشخاص الذين تلقوا اللقاح يدفعنا إلى الاعتقاد بأن الأرقام ستتحسن اعتباراً من النصف الثاني من الربيع».