كشف مدير بلدية محافظة العاصمة، م. بدر بورقبة أن بلدية العاصمة تملك أكبر وأقدم أرشيف بين الجهات الحكومية، مبيناً أن المساحة الجغرافية في المحافظة غير قابلة للتوسع، لكونها هي الكويت القديمة بعكس المحافظات الأخرى، التي لديها قابلية لإنشاء المزيد من المناطق.

وبينما شدد بورقبة، في حوار مع «الجريدة»، على أن تحديث القوانين واللوائح في البلدية مهم جداً، لمواكبة التطور العمراني، أكد أن "قانون 33 /2016 لم يمنحنا الكثير في التعامل مع مخالفات البناء، مما يجعله بحاجة لإعادة النظر لتلبية احتياجات المواطنين في الرغبة بالتوسع"، مبينا أن "البلدية تحاول تلافي الأخطاء والاجتهاد بسد الثغرات وتطوير العمل، بما يخدم المجتمع، وان لم تخدمنا بعض القوانين".

Ad

وذكر أن التحول لبلدية ذكية يعتبر الهدف الأساسي الذي تعمل عليه الأجهزة، كما أن تحديث القوانين واللوائح في البلدية مهم جداً لمواكبة المراحل والفترات الزمنية في ظل التطور العمراني، موضحاً أن مفهوم البيت الكويتي من الناحية المعمارية تغير، ومتطلبات الاسرة في البنيان اختلفت كثيراً. وفيما يلي التفاصيل:

• في البداية، ما الذي تتمير به بلدية العاصمة عن غيرها من المحافظات؟

- تتميز بوجود العاصمة ومركز مدينة الكويت ضمن النطاق البلدي، وتعتبر واجهة الكويت الاقتصادية والعمرانية والثقافية والسياحية، وتتنوع المناطق التابعة للمحافظة بطبيعتها بين السكن الخاص، والنموذجي، والتجاري، والصناعي، والحرفي، حيث يصل عدد المناطق إلى 50 منطقة تابعة للعاصمة، بالإضافة إلى تبعية الجزر الكويتية لها، والكثير من الأسواق الشعبية القديمة والتراثية على رأسها سوق المباركية، وكذلك بعض الشواطئ والأماكن المهمة والاستراتيجية في قلب الكويت، ما يجعل مهمة الحفاظ على عليها تحت مراقبة مستمرة.

المشاكل العمرانية

• ما أبرز المشاكل العمرانية التي تواجه العاصمة؟ وما الذي ينقص البلدية لتطويرها؟

- المساحة الجغرافية في العاصمة غير قابلة للتوسع، لكونها الكويت القديمة بعكس المحافظات الأخرى لديها قابلية لإنشاء المزيد من المناطق، والعاصمة من أقدم بلديات المنطقة في الشرق الأوسط، ولدينا نظرة حول التراث المعماري الذي يحتاج الى اهتمام أكثر خصوصا في مدينة الكويت، ولاشك أن هذا الجانب لم يغفل من قبل البلدية وتواصلها مع الجهات المعنية، فهناك تعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لإعادة إعمار الأماكن التراثية.

كما أنه غالباً ما تأتي شكاوى بشأن المباني المهجورة والقديمة، وتجاوزات وممارسات من البعض، مما يستدعي مراقبتها، وتطويرها والمحافظة عليها، فضلاً عن ذلك ان محافظة العاصمة كباقي المحافظات تعاني وجود سكن للعزاب يتمركز في منطقة بنيد القار، حيث يتم العمل عليها من قبل الفرق الرقابية لإزالة ما بها من مخالفات، بالتعاون مع الجهات الحكومية.

• ما الذي تحتاجون إليه للحد من المخالفات؟

- تحديث القوانين واللوائح في البلدية مهم جداً، لمواكبة المراحل والفترات الزمنية في ظل التطور العمراني، وقانون 33 /2016 لم يعط الكثير في التعامل مع مخالفات البناء، مما يجعله بحاجة لإعادة النظر من أجل تلبية احتياجات المواطنين في الرغبة بالتوسع.

كما أن مفهوم البيت الكويتي من الناحية المعمارية تغير، ومتطلبات الاسرة في البنيان تغيرت كثيراً، مع دخول آليات جديدة وحديثة، وثورة تكنولوجية تحتم تغيير الأمور التقليدية في التصميم وآلية استغلال المساحات، وتسعى البلدية إلى تطوير قوانينها دائماً، وتحديث اللوائح بشكل دوري بعد تجربتها عدة سنوات، واكتشاف الملاحظات والثغرات.

ملف النظافة

• ما الجانب التي تتميز به البلدية ويعتبر نقطة قوة؟

- قد يتبين دورنا في الجانب التنفيذي على أرض الواقع، إضافة إلى جانب الإشراف التام على ملف النظافة، الذي يعتبر صميم عمل البلدية، وهناك احصائيات يومية تصدر عن الخدمات التي تقدمها إدارات البلدية، فالجانب التنفيذي والخدماتي يتطور بشكل سريع مع دخول آليات وأنظمة وقرارات جديدة لتقديم خدمة أفضل للمراجعين، لكن بالتأكيد لا يوجد أي عمل خال من الأخطاء، ونحاول في البلدية تلافي الأخطاء والاجتهاد بسد الثغرات وتطوير العمل، بما يخدم المجتمع، وان لم تخدمنا بعض القوانين.

بلدية ذكية

• ما الأهداف التي تسعون إليها لتطوير البلدية؟

- التحول لبلدية ذكية يعتبر الهدف الأساسي الذي تعمل عليه الأجهزة، والخطوات الأولى بدأت في التنفيذ نتيجة للتوجيهات من المدير العام للبلدية م. أحمد المنفوحي في التوجه نحو بلدية خالية من الأوراق.

كما أننا نملك أكبر أرشيف في البلديات، ويعد من أقدم أقسام الأرشفة بين الوزارات، وتم تطويره إلكترونياً مؤخراً، ونسعى لوجود مبنى جديد ذكي مستقبلاً، لكون المبنى الحالي من الستينيات.

أما من الجهة المالية فتقوم البلدية بدراسات مستمرة وتقييم عبر لجنة مختصة في البلدية لمراجعة الرسوم بشكل سنوي، ودائماً ما نحرص على أن تكون في حدود المعقول ومناسبة للخدمة التي تقدمها.

خدمة «VIP»

• ماذا عن مركز مدينة الكويت الذي يعتبر واجهة حضارية؟ وكيف تراقبونه؟

- نحن حريصون على متابعة النهضة المعمارية في مدينة الكويت، عبر جولات دورية لأي مظاهر تشوه المركز، لكونها واجهة الدولة، وإن كانت هناك ممارسات فردية بوجود أبنية متهالكة، إلا أننا قريبون جداً بشكل متواصل من المدينة، ونكثف الجهد خصوصا في المعالم التي يعتاد الناس على زيارتها، وعدم توقف عمليات المتابعة ورصد المخالفات، مع التنبيه على ضرورة التعامل مع هذه العقارات.

كما الجانب التنموي مهم جداً، ونعمل على دفع عجلة التنمية، ولاشك أن مدينة الكويت لها خصوصية بإصدار الترخيص لدعم المزيد من إنجاز المشاريع الحضارية والنموذجية، مما يجعلها تقدم خدمة «VIP» من أجل رفع وتحسين بيئة الأعمال.

تجاوزات وشكاوى

• ما أبرز أنواع المخالفات التي تتعاملون معها؟

- نركز على تجاوزات أملاك الدولة، فهي أكثر ما يؤرقنا في العاصمة والمناطق التابعة لها، والبلدية تفصل بين الكثير من المشاكل التي تحصل بين الجيران واستغلال الارتدادات، إذ ترد إلينا الكثير من الشكاوى بين الجيران باستغلال المساحة الفاصلة بينهم في السكن الخاص، أما في القطاع الاستثماري فنواجه مخالفات التقطيعات داخل العقارات، والاستيلاء على أراض وتسويرها.

كما أن البلدية حرصت على الاهتمام بمنطقة الشويخ الصناعية، ولم تغفل عن مراقبة ما يحدث بها، حيث كانت مرتعاً للمخالفات والتجاوزات، وعلى رأسها عدم الالتزام بالتراخيص والتأجير بالباطن، بالإضافة إلى وجود أبنية تعاني فوضى وعمرها قديم، لكن هذه المخالفات بدأت تقل في الفترة الأخيرة.

مراقبة الشواطئ

• ماذا عن مراقبة الشواطئ؟

- الشواطئ أماكن حيوية يرتادها في اليوم أعداد كبيرة من الناس، ومن باب المحافظة على حيويتها تشكل الفرق الرقابية فرقا للنظر في السلبيات والممارسات التي تواجهها، خصوصا ما يتعلق بالنظافة، وهناك توجه لمنح العربات المتنقلة مواقف محددة، لتسهيل آلية مراقبتها مثل المحلات المطلة على الساحل.

آلية التشوين تعجل بإنجاز المشاريع

ذكر بورقبة أن آلية التشوينات الجديدة ستعجل من إنجاز المشاريع، وتساهم في تطوير إصدار رخص التشوين بشكل أسرع، بعد أن كانت تأخذ وقتاً طويلاً بين القطاعات لمراجعتها.

ولفت إلى أن العاصمة لا تملك ما يسمى بالمساحات البيض كالبر، الأمر الذي لا يمكن معه التوسع في المحافظة، لكنها تملك ساحات صغيرة تحولت أغلبها إلى مواقف للسيارات.

المنصة الإلكترونية نقلة نوعية

أكد مدير بلدية محافظة العاصمة أن المنصات الإلكترونية تعتبر نقلة نوعية في عمل البلدية، وبعد أن كانت المكاتب تعج بالأوراق أصبحت بضغطة زر تجدها بما تحتويها أمامك، مبيناً أنها أصبحت ممتدة لعمليات الكشف على العقارات والمحلات وغيرها الى الوصول إلى إصدار الترخيص، مشيرا إلى أن الربط الإلكتروني مع الجهات الحكومية ساهم في التسهيل على المراجعين عناء المراسلات الطويلة.

محمد الجاسم