هذا هو اسم الرجل الذي أسس إمبراطورية الصين، التي استمرت أكثر من عشرين قرناً من الزمان، حتى تم القضاء عليها في عام 1912.• ونظراً لما اشتُهر به الإمبراطور من إجرام لا مثيل له في التاريخ البشري، سنمرُّ اليوم على واحدة من تلك الجرائم التي تتنافى مع الطبيعة الإنسانية:
***• لما كانت حدود الصين تتعرض لهجمات من قبائل "الهن" لقرون طويلة قرر الإمبراطور، تسين - تشي - هوانغ - تي، أن يبني سوراً يحمي به الصين من تلك الهجمات.وقد وصف الذين أرَّخوا لبناء ذلك السور، بأنه كان أكبر مقبرة عرفها التاريخ البشري، إذ إن مَنْ دُفنوا في عملية بنائه كانوا أكثر من مليوني إنسان.• وروى لنا التاريخ الكثير من القصص الدموية التي صاحبت بناء السور... وهذه إحداها:***• كانت القرية تحتفل بزفاف أحد شبابها على أجمل فتياتها، وبينما هُم في غمرة الاحتفال، هجم الجُند، وقادوا الشاب العريس، حيث ساروا به إلى مكان بعيد عن قريته، لينضم إلى طابور من مئات الشباب الذين تجمعوا، حيث سيأتي الإمبراطور ليلقي فيهم كلمة. ولما حضر موكب الإمبراطور توجه إليهم بالخطاب:• أيها الشباب، إنكم ستقدمون لبلادكم أعظم الخدمات وأجلها... عندما تختلط دماؤكم وعظامكم مع الرمل والحصى، لكي يكون السور أشد متانة وأكثر قوة في حماية بلادكم.***• لم تكن العروس تعلم بمصير عريسها، فأخذت تبحث عنه في المناطق المحاذية لبناء السور، فأمسك بها حرس الإمبراطور، وقادوها إلى القصر. أدهش جمالها الإمبراطور، الذي أخذ يحاورها:- عن أي شيء كنتِ تبحثين أمام السور؟- عن زوجي. - لقد ضحَّى بحياته في سبيل الوطن.- إذن، أرجو أن تأذن لي بالعودة إلى قريتي.- لن تعودي لقريتك، بل ستأخذين مكانك في القصر مع نسائي.- يا صاحب الجلالة، يا ابن التنين، قبل أن أمنحك نفسي لي عندك طلب.- وما طلبك أيتها الجميلة؟- أن تسمح لي بوداع جسد ابن قريتي، الذي كان سيصبح زوجي.- لكن دمه وعظامه اختلطا بالرمل والحصى!- دلوني على المكان الذي بنيتم فيه على جسده.- لك ذلك.***• صعدت الشابة إلى أعلى السور، وشرعت ترقص وتغني، فتعلقت بها العيون والآذان... ووقف الإمبراطور مسحوراً مما يرى ويسمع... وفجأة صاحت:• أيها الإمبراطور المتوحش، أيها الإمبراطور القاسي... امزج دمي ولحمي وعظامي بملاط السور، كي يمتزج جسدي بجسد حبيبي… أنا قادمة إليك أيها الحبيب.• وألقت بنفسها من أعلى منطقة في السور إلى الأرض الصلبة!
أخر كلام
تسين - تشي - هوانغ - تي!
16-03-2021