«سبوتنيك في» يشق طريقه لأوروبا مع انتكاسة «أسترازينيكا»

• أميركا تدرس تقليل مسافة التباعد
• إندونيسيا تؤجل التطعيم بسبب نقص اللقاحات

نشر في 16-03-2021
آخر تحديث 16-03-2021 | 00:04
مسعفون ينقلون مريضاً بـ «كوفيد 19» من مستشفى بواسطة مروحية في فرنسا أمس (أ ف ب)
مسعفون ينقلون مريضاً بـ «كوفيد 19» من مستشفى بواسطة مروحية في فرنسا أمس (أ ف ب)
في مقابل الانتكاسات التي يواجهها منذ أسبوعين لقاح «أسترازينيكا» المضاد لفيروس «كورونا»، خطا اللقاح الروسي «سبوتنيك في» خطوة مهمة إلى الأمام، مع إعلان مطوريه أنهم توصّلوا إلى اتفاقات لإنتاجه في دول أوروبية.
أكد مطورو لقاح "سبوتنيك في" الروسي المضاد لفيروس"كورونا"، أمس، أنهم توصّلوا إلى اتفاقات لإنتاجه في دول أوروبية، في وقت تنظر وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي في مسألة منح اللقاح ترخيصاً رسمياً.

ولأشهر عدة، أعرب الاتحاد الأوروبي عن شكوكه بشأن "سبوتنيك في"، مشيراً إلى نقص البيانات، ووصف اللقاح بأنه "أداة دعاية للسياسة الخارجية للكرملين".

وقال رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل دميتريف، في بيان، إن منظّمته "توصلت بالفعل إلى اتفاقات مع شركات من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا لإطلاق إنتاج سبوتنيك في".

وأوضح أنه "من شأن الاتفاقات أن تفسح المجال لإمداد الأسواق الأوروبية بسبوتنيك في فور صدور الترخيص من وكالة الأدوية الأوروبية".

وفي حال ترخيصه، سيكون "سبوتنيك في" أول لقاح غير غربي يحصل على إذن لاستخدامه في دول الاتحاد.

وفي بروكسل، كشف مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن حكومات الاتحاد تدرس بدء محادثات مع مطوري "سبوتنيك في" لاستخدامه، مشيراً إلى أن الأمر قائم على تقدم 4 دول في الاتحاد بطلبات لبدء العملية.

وفي وقت سابق اشترت هنغاريا وسلوفاكيا بالفعل اللقاح الروسي، وأبدت جمهورية التشيك اهتماهها بصفقة مماثلة، في حين قال المسؤول الأوروبي إن "إيطاليا تدرس استخدام أكبر مفاعل حيوي في البلاد، لإنتاج اللقاحات بمصنع ReiThera قرب روما لتصنيع سبوتنيك في".

وذكرت "رويترز"، أنه "في حال انضم لقاح سبوتنيك إلى ترسانة لقاحات الاتحاد الأوروبي، فسيكون ذلك انتصاراً دبلوماسياً لروسيا، التي تعطلت تجارتها مع دول الاتحاد لسنوات بسبب العقوبات لضمها لشبه جزيرة القرم، وتدخلها في شرق أوكرانيا".

«أسترازينيكا»

إلى ذلك، وبعدما شهدت برامج التطعيم الأوروبية ارتباكاً في الأسبوعين الماضيين من جراء تقارير أفادت بأن بعض من تم تطعيمهم بلقاح "أسترازينيكا" في بعض الدول أصيبوا بجلطات دموية، علّقت ألمانيا وهولندا استخدام اللقاح "في إجراء احترازيّ حتّى 28 مارس".

وقالت وزارة الصحّة في امستردام، إنّه "بناءً على معلومات جديدة، نصحت هيئة الأدوية الهولنديّة، في إجراء احترازيّ وبانتظار تحقيق معمّق أكثر، بتعليق أسترازينيكا".

وأعلنت وزارة الصحة الألمانية، أمس، وقف التطعيم بـ"أسترازينيكا" احترازياً، مشيرة إلى توصيات حديثة صادرة عن معهد "باول إيرليش" لإجراء المزيد من الفحوص الضرورية.

وفي وقت سابق اتخذت إيرلندا القرار نفسه بعد تسجيل 4 حالات تجلط دموي جديدة في النرويج عند بالغين تلقوا اللقاح.

وكانت النرويج التي أشارت السبت الماضي إلى حالات نزيف تحت الجلد لدى بالغين شباب حصلوا على اللقاح، علقت الأسبوع الماضي استخدام "أسترازينيكا" على غرار الدنمارك وإيسلندا وبلغاريا. وبعد تعليق مدّة قصيرة للتطعيم بـ"أسترازينيكا" أمس الاول، إثر وفاة مدرّسة تلقّت اللقاح السبت الماضي، قرّرت منطقة بييمونتي الإيطالية، بعد عمليّات تدقيق، استئناف استخدامه مستبعدةً فقط دفعة لقاحات واحدة احترازيا.

وقال رئيس الوكالة الإيطالية للأدوية جورجيو بالو، إنّ "أسترازينيكا لا يطرح أيّ خطر"، معتبرا أنّ "منافعه أكبر بكثير من المخاطر".وفي كوبنهاغن، أعلنت "وكالة الأدوية الدنماركية"، أن دنماركية عمرها 60 عاما توفيت من جراء الإصابة بجلطات دموية بعد حقنها بـ "أسترازينيكا"، ظهرت عليها أعراض "غريبة جدا".

وقالت الوكالة إن عدد صفائح الدم في جسمها كان منخفضا، وإنها أصيبت بجلطات في أوعية دموية صغيرة وكبيرة كما أصيبت بنزيف".

وتابعت، إن وكالة الأدوية الأوروبية وسلطات الاتحاد الأوروبي الأخرى تقوم بالتحقيق فيها بدقة.

وكانت "أسترازينيكا" قالت في وقت سابق، إنه "لا يوجد دليل" على أن لقاحها يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم.

وأفاد ناطق باسم الشركة بأنّ "تحليلاً بشأن بيانات السلامة لدينا، المرتبطة بحالات مسجّلة من أكثر من 17 مليون جرعة لقاح تمّ إعطاؤها، لم يكشف عن أيّ أدلّة بشأن ازدياد خطر" التعرّض لجلطات في الدم.

بدوره، قال رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، أمس، إن «أسترازينيكا» آمن. وأضاف جونسون أن هيئة تنظيم الدواء في بريطانيا لديها «مراقبون يعدون من أكثر المراقبين صرامة وخبرة في العالم، وهم لا يرون داعيا على الإطلاق لوقف برنامج التطعيم».

وفي جنيف، قال الناطق باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير، أمس، إن هيئة المنظمة الأممية الاستشارية تفحص التقارير المتعلقة بـ «أسترازينيكا»، غير أنه أضاف أنه لا توجد أدلة حتى اليوم على أن أي مشاكل صحية نجمت عن الحقن بهذا اللقاح.

وأكد «من المهم أن تستمر حملات التطعيم حتى يمكننا إنقاذ الأرواح ومنع الإصابة بحالات مرضية شديدة من الفيروس».

وتواجه حكومة إندونيسيا، التي قرّرت تأجيل إطلاق حملة التطعيم بـ«استرازينيكا»، التحدي الأكبر في برنامج التطعيم في النصف الثاني من العام الجاري، حيث إن 75 في المئة من اللقاحات المطلوبة لن تصل إلا خلال هذه الفترة.

وقال وزير الصحة بودي جونادي صادقين، خلال جلسة برلمانية، أمس، إن إندونيسيا بحاجة إلى زيادة قدرتها على التطعيم للتعامل مع توقيت وصول اللقاح.

ويعوق نقص الإمدادات تحقيق هدف الرئيس جوكو ويدودو لتطعيم مليون شخص في اليوم.

إغلاق جديد

وفي وقت بدأت فيه البرتغال برفع القيود، أعلنت إسبانيا امس، تمديد إغلاق حدودها البرية مع البرتغال حتى 6 أبريل المقبل، في حين دخلت ثلاثة أرباع مناطق إيطاليا التي تجاوزت عتبة المئة ألف وفاة، في إغلاق جديد اعتبارا من امس يسري حتى 6 أبريل المقبل.

وفي ضوء ارتفاع أعداد الإصابات مجددا، طالب أطباء وحدات العناية المركزة في ألمانيا بالعودة الفورية للإغلاق.

وأعرب المدير العلمي لسجل بيانات أسرة الرعاية المركزة في ألمانيا، كريستيان كاراغيانيديس، امس عن أمله أن تطبّق الولايات "مكبح الطوارئ"، الذي تم الاتفاق عليه عندما يصل عدد الإصابات في منطقة ما إلى 100 إصابة لكل 100 ألف نسمة في غضون أسبوع.

وفي واشنطن، حضّ كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي، الرئيس السابق دونالد ترامب على تشجيع أنصاره على تلقي اللقاح، قائلاً إن هذه الخطوة ستمثل "تغييراً في قواعد اللعبة".

وفي لقاء مع قناة "فوكس نيوز"، قال كبير المستشارين الطبيين للرئيس جو بايدن، أمس الأول، إن هذا "سيحدث فارقاً في العالم"، مشيرا إلى أن ترامب "يحظى بشعبية كبيرة بين الجمهوريين".

وفي خطوة من شأنها تغيير مبدأ رئيسي في الحرب العالمية ضد الجائحة، أعلن فاوتشي خلال مقابلة مع شبكة CNN، أنّ الولايات المتحدة تدرس تقليل مسافة التباعد الاجتماعي إلى متر واحد، وذكر أنّ خبراء في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يختبرون دراسة من مركز طبي في ولاية ماساتشوستس وجدت أنّه "ليس هناك فارق كبير" في الإصابات بين المدارس التي تفرض تباعدا من متر واحد، وتلك التي تعتمد المترين.

البرتغال ترفع القيود وإسبانيا تمدّد إغلاق حدودها البرية معها
back to top