أثار الحراك الروسي الأخير باتجاه دول الخليج وتركيا، والذي كان ملف سورية عنواناً رئيسياً له، غضب إيران، التي تتلقى ضغوطاً من أطراف عدة، على وقع تجاذبات تسبق مفاوضات مرتقبة بينها وبين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وفي هذا السياق، قال مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية، لـ «الجريدة»، إن طهران غاضبة خصوصاً من مخرجات اللقاء بين وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ونظيريه القطري والتركي، حول سبل إيجاد حل سياسي للحرب السورية دون إشراك إيران، في تجاوز كبير لمسارات أستانة وسوتشي بين طهران وأنقرة وموسكو.

Ad

وكشف المصدر أن إدارة الرئيس الأميركي عرضت على إيران، في إطار المفاوضات غير المباشرة بينهما، خطوطاً عريضة حول مشروعها لحل الأزمة السورية، الذي ينص على أن توافق واشنطن، ومعها الدول العربية الحليفة لها، على الاعتراف بالرئيس السوري بشار الأسد لفترة انتقالية، قبل أن تُجرى انتخابات تشريعية وتشكل حكومة جامعة لكل أطياف الشعب السوري، يقوم على أثرها الأسد بنقل معظم سلطاته التنفيذية إلى مجلس النواب المنتخب والحكومة.

وحسب المصدر، فإن واشنطن أبلغت طهران، خلال المفاوضات، أنها ستنظر بعين التقدير إلى أي خطوة حسن نية إيرانية في سورية، وإذا سحبت الجمهورية الإسلامية العناصر الموالية لها من هناك وساعدت بشكل ملحوظ في الحل السياسي بدمشق، وسهلت تشكيل حكومة في لبنان، فستضمن واشنطن موافقة عربية على بقاء الأسد طوال الفترة الانتقالية.

وقال إن روسيا، التي تتخوف من مبادرة أميركية في سورية وتريد أن يكون لها الكلمة الفصل في رسم مسار الحل السياسي لأنها دفعت تضحيات كبيرة وكان لها الفضل في صمود الأسد، تحاول إيجاد دور من خلال الضغط على إيران، وهي كانت حذرت طهران من أنها قد تستبعدها من حل الأزمة السورية، في حال تمسكت بأجندتها الخاصة بإسرائيل، والتي تعتبرها موسكو مناقضة لخططها ومصالحها.

وأضاف أن الأسد المصاب بـ «كورونا» يعتبر حالياً أن حياته باتت بيد الروس، وأبلغ إيران أنه مستعد للقتال لوقت أطول، لكن في حال تصاعدت الضغوط الروسية فسيكون مضطراً لمجاراة الحل السياسي، موضحاً أن طهران تشتبه في أن موسكو قد تكون نقلت الفيروس عمداً للأسد وتسعى لاستبداله.

في الوقت نفسه، حرك الروس وساطتهم على خط الملف النووي وبدأوا ضغوطاً على إيران، للقبول بمبادرة العودة «المتزامنة» إلى الاتفاق النووي، على طريقة «خطوة خطوة».

وذكر المصدر أن موسكو تلعب دوراً حيوياً من خلال الإصرار على ضرورة تنفيذ كامل للاتفاق النووي من قبل الجانبين الإيراني والأميركي، ومن جهةٍ أخرى تتمسك بضرورة مناقشة الملفات الأخرى، بما فيها برنامج إيران للصواريخ البالستية وأنشطتها الإقليمية المثيرة للجدل.

وأكد أن إيران وافقت مبدأياً على الوساطة الروسية، لكنه تساءل عما إذا كانت واشنطن ستوافق عليها، مضيفاً: «نستبعد ذلك، خصوصاً في الأشهر الثلاثة المقبلة، التي تسبق الانتخابات الرئاسية الإيرانية».

طهران- فرزاد قاسمي