هل فكرت يوماً بالآثار النفسية والاجتماعية، التي يسببها مرض COVID 19 (الكورونا) على العاملين في مجال الرعاية الصحية لمرضى الكورونا؟! فهم على علاقة مباشرة مع هؤلاء المرضى وأقربائهم على مدار الساعة...سأعتمد على بحث نشر مؤخراً (10 مارس) في الدورية العالمية PLOS ONE، وقام به فريق بحثي من كلية الصحة العامة والطب المداري في لندن school of hygiene and tropical medicine.
قاموا بفحص 65 دراسة من عدة دول حول الموضوع. والدراسة استخلصت نتائج 97.333 شخصاً من العاملين في الرعاية الصحية لمرضى الكورونا في 21 دولة.ومن النتائج التي أوضحتها هذه الدراسة أن هناك واحداً على الأقل من كل خمسة عاملين في هذا المجال ممن يعانون من الكآبة أو القلق أو أعراض ما يسمى باضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية (PTSD).وعند النظر للتفاصيل سنجد أن هناك 21.8% يعانون من الكآبة والضغوط النفسية، كما أن هناك 28.9% يعانون من القلق، وهناك 21.5% يعانون من PTSD.ومما أثار انتباه الباحثين في هذه الإحصائيات هو ازدياد كبير في عدد الحالات بين العاملين في منطقة الشرق الأوسط بالذات، وهم الأكثر معاناة من غيرهم في بقية المناطق الجغرافية. لابد أن هناك أسباباً لذلك، ويجب أن تكون محل اهتمام المجتمع والمسؤولين.وذلك يدعو للمزيد من الاهتمام من قبل وزارة الصحة، كما أن الوضع يستدعي تنوير المجتمع إعلامياً حول تفهم هذه الظاهرة...هذه ليست دعوة للتعاطف معهم فقط، بل هي محاولة لكي يتفهم المجتمع والناس عموماً الكم الهائل من الضغوط، التي يتعرض لها الأطباء والهيئة التمريضية وكذلك أسر هؤلاء، الذين يستحقون منا كل الدعم والشكر والامتنان.
أخر كلام
الله بالنور: عين الله ترعاهم
17-03-2021