التحالف الرباعي يلتزم بتجاوز التحديات في المحيطين الهندي والهادئ

نشر في 18-03-2021
آخر تحديث 18-03-2021 | 00:00
اجتمع قادة أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة في 12 الجاري خلال قمة افتراضية، وشكلت هذه القمة والبيانات المشتركة الصادرة عنها تطوراً حاسماً في عمل التحالف الرباعي.
 ذي دبلومات في تطور لافت، اجتمع قادة التحالف الرباعي المؤلف من أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة في 12 مارس خلال قمة افتراضية، إذ تشكّل هذه القمة والبيانات المشتركة الصادرة عنها تطوراً حاسماً في عمل التحالف، فقد أصبحت أجندته واضحة الآن ومن المتوقع أن تلقى ترحيباً واسعاً في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ. اكتسب هذا التحالف زخماً واسعاً منذ إعادة إحيائه في عام 2017، بعد عشر سنوات من بقائه على هامش قمة "رابطة أمم جنوب شرق آسيا" في مانيلا، وتثبت القمة الأخيرة في 12 مارس أن الجهات المعنية لن تُهدِر هذا الزخم لأي سبب.

ذكر مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض أن كل واحد من القادة الأربعة اعتبر ذلك اللقاء "تاريخياً".

قبيل القمة الأخيرة، ذكرت التقارير الإعلامية أن التحالف الرباعي سيُركّز على إطلاق حملة تلقيح واسعة في المنطقة تمهيداً لتصنيع لقاحات كورونا الأميركية في الهند بعد تلقي دعم مالي ومساعدات أخرى من الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، وخلال مؤتمر صحافي بعد القمة، كشف وزير الخارجية الهندي هارش ف. شرينغلا تفاصيل إضافية، وأكد استعدادات الهند لتصنيع حتى مليار جرعة فردية من لقاحات "جونسون أند جونسون"، وذكر أن الولايات المتحدة واليابان ستوفران الدعم المالي في حين تهتم أستراليا بالخدمات اللوجستية. كذلك، ذكر سوليفان في الموجز الذي قدّمه أن تلك اللقاحات ستُسلَّم إلى دول "رابطة أمم جنوب شرق آسيا" ومنطقة المحيطَين الهندي والهادئ وأماكن أخرى.

على صعيد آخر، ذكر سوليفان مجالات أخرى يهتم بها التحالف الرباعي، بما في ذلك الأمن البحري والمسائل المرتبطة بالعالم الإلكتروني، وأكد سوليفان مناقشة ملف الصين بين القادة الأربعة، لكنه أضاف أن الاجتماع لم يتمحور حول هذه المسألة حصراً. ورداً على سؤال من مراسل "بلومبيرغ" في البيت الأبيض، قال إن الهند واليابان وقعتا أيضاً ضحية الاعتداءات الإلكترونية حديثاً.

قد يتفاجأ البعض بالبيان المشترك الذي تلا القمة وبتماسكه وأسلوبه المباشر وطبيعة الالتزامات الواردة فيه، حيث تكلم البيان في مقدمته عن "روحية التحالف الرباعي": "نحن نطمح إلى نشوء منطقة حرّة ومنفتحة وشاملة وصحية ترتكز على القيم الديمقراطية ولا يعيقها أسلوب الإكراه". يشير هذا الموقف إلى نطاق واسع ومتنوع من التحركات المشتركة.

في ما يخص أبرز التحديات التي يواجهها التحالف الرباعي، يذكر البيان "تداعيات كوفيد19 الاقتصادية والصحية، والتغير المناخي، وتحديات مشتركة أخرى مثل الفضاء الإلكتروني، والتكنولوجيا الأساسية، ومكافحة الإرهاب، والاستثمارات القيّمة في البنى التحتية، والمساعدات الإنسانية وعمليات الإغاثة عند وقوع الكوارث، والمجالات البحرية".

تكلم البيان المشترك بأسلوب مباشر وغير متوقع عن الجبهة الأمنية البحرية، فتطرّق تحديداً إلى "جهود التعاون، بما في ذلك الأمن البحري، لتجاوز التحديات المطروحة على النظام البحري المبني على قواعد محددة في بحر الصين الشرقي والجنوبي". توحي هذه الفكرة باحتمال إطلاق تحركات مشتركة مستقبلاً وتثبت على نحو مفاجئ أن الهند اقتنعت رسمياً بهذا النوع من التحركات بعدما كانت مواقفها التقليدية بشأن النزاعات في غرب المحيط الهادئ أكثر غموضاً.

كان لافتاً أيضاً أن يلتزم التحالف الرباعي في البيان المشترك بإنهاء عملية نزع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية، وفي ما يخص ميانمار، استُعمِل أسلوب هادئ من جانب الهند وحتى اليابان: "باعتبارنا من داعمي ميانمار وشعبها منذ وقت طويل، نشدد على ضرورة تجديد الديمقراطية بشكلٍ عاجل وإعطاء الأولوية لتقوية هامش الديمقراطية".

أخيراً، التزمت الدول الأربع في البيان المشترك بإنشاء ثلاث مجموعات عمل جديدة للقاحات، والتكنولوجيا الناشئة، والملف المناخي: "سيتابع الخبراء وكبار المسؤولين الاجتماع بانتظام، وسيتابع وزراء الخارجية النقاش ويجتمعون مرة في السنة على الأقل، وعلى مستوى القادة، سنعقد قمة مباشرة بينهم بحلول نهاية عام 2021".

دبلومات

جايك سوليفان أكد في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض أن كل واحد من القادة الأربعة اعتبر اللقاء «تاريخياً»
back to top