بانتظار ما ستحمله الانتخابات الإسرائيلية الرابعة، خلال عامين، التي تجرى بعد أيام ولا يبدو أنها ستنهي حالة الاستعصاء في المشهد السياسي الإسرائيلي، وكذلك الانتخابات الفلسطينية الأولى منذ 15 عاماً، والتي ستبدأ بالانتخابات التشريعية في مايو، كشفت معلومات عن الخطوط العريضة لمسودة مذكرة داخلية تعكف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على صياغتها بهدف وضع خطة لإعادة العلاقات مع الفلسطينيين، التي انهارت تقريبا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقال شخصان مطلعان على وثيقة وزارة الخارجية إن المذكرة لا تزال في «مرحلة العمل» المبكر، لكنها قد تشكل في نهاية المطاف الأساس للتراجع عن أجزاء من نهج ترامب، الذي ندد به الفلسطينيون، باعتباره منحازا بشدة لإسرائيل.

Ad

وتعهدت إدارة بايدن باستئناف مئات الملايين من الدولارات من المساعدات الاقتصادية والإنسانية، والعمل على إعادة فتح البعثة الدبلوماسية للفلسطينيين في واشنطن.

كما أوضح مساعدو بايدن أنهم يريدون إعادة وضع هدف حل الدولتين من خلال التفاوض كأولوية في السياسة الأميركية بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال جزء من مسودة المذكرة، التي نقلتها صحيفة «ذا ناشيونال» الامارتية الناطقة بالانكليزية، إن الرؤية الأميركية هي «تعزيز الحرية والأمن والازدهار لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين في المدى القريب».

وتشير الوثيقة إلى أنه يمكن الإعلان عن مساعدات بقيمة 15 مليون دولار للفلسطينيين بحلول نهاية مارس للتصدي لمرض كوفيد - 19، كما أنها تتخذ موقفا أكثر صرامة بشأن الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية.

الى ذلك، يرى محللون أن عرقلة الأردن رحلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الإمارات قبل الانتخابات، تهدف الى توجيه رسالة مفادها أن عمان لن تقبل بعد اليوم بتهميشها، مشيرين الى أن المملكة تعوّل على بايدن لقلب الاتجاه الذي كان قائما في عهد ترامب.

ويقول مدير «مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية» أحمد عوض إن «تأخير منح الإذن لطائرة نتنياهو لعبور أجواء المملكة، رسالة سياسية قاسية بأن الأمور لم تعد تحتمل».

ويقول مسؤول أردني فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ «فرانس برس»، إن «العلاقات مع نتنياهو متوترة منذ سنوات طويلة»، مشيرا الى أن الملك عبدالله «يرفض استقباله أو تلقي مكالمات منه».

والقشة التي قصمت ظهر البعير تمثلت بإلغاء ولي العهد الأردني الأمير حسين زيارة دينية كان سيقوم بها الى المسجد الأقصى في القدس، واتهم الأردن إسرائيل بعرقلتها.

ويقول مدير «مركز القدس للدراسات السياسية» عريب الرنتاوي: «وجد الأردن اللحظة مناسبة لرد الصاع صاعين»، مضيفاً أن «القناعة في عمان أن نتنياهو لا يقيم اعتبارا لحسابات الأردن ومصالحه وحساسياته، ويتعمد الإساءة للعائلة الملكية بشكل خاص، عبر بوابة الوصاية الهاشمية على الأقصى لتقويض مكانتها وشرعيتها».

ويشير الرنتاوي الى أن الأردن يقيم اتصالات مع «بيني غانتس (وزير الأمن) وغابي أشكنازي (وزير الخارجية)»، و«أراد إرسال رسالة لواشنطن أننا مستعدون للقيام بدورنا مع الإسرائيليين، لكننا نتحاشى نتنياهو».

ويضيف أن «نتنياهو عقدة في المنشار. هذا الرجل ليس رجل سلام ولا يضمر ودا لا للأردن ولا للهاشميين»، متابعا: «إن إدارة ترامب سعت أيضا الى تهميش الأردن وهددت مصالحه بشكل او بآخر في مواضيع الحل النهائي وقفزت عنه (...) باتجاه السعودية والإمارات».

ويؤكد أن إدارة بايدن «تؤيد حل الدولتين وتعتبر الاردن شريكا»، متوقعا أن تعود «الى الصيغ القديمة في المواقف الأميركية من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي».

في سياق آخر، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية بأن الإمارت علقت الترتيبات لمؤتمر دبلوماسي كان مقرراً أن يتم عقده في أبريل بمشاركة إسرائيل، كان من المفترض أن يعقد المؤتمر بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وممثلين عن الولايات المتحدة وقيادة الدول العربية، التي طبعت العلاقات مع إسرائيل.

وأضافت الصحيفة أن أبوظبي غاضبة مما تعتبره استغلال نتنياهو لاتفاقية التطبيع مع إسرائيل في حملته الانتخابية.

وغداة تأكيد أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أمس الاول، أن «الإمارات لن تكون جزءا من أي انتخابات داخلية في إسرائيل، الآن أو في المستقبل»، علق استاذ العلوم السياسية الامارتي عبدالخالق عبدالله الذي يعكس احيانا مواقف إمارتية شبه رسمية كاتباً على «تويتر» أمس: «انتهى شهر العسل سريعا بسبب حماقات الشريك الجديد».