فجأة اكتشفت الجهات المسؤولة عدم كفاية دورات المياه العمومية في الشوارع والأسواق والشواطئ والحدائق...

وفجأة اكتشفت أن الموجود منها في حالة يرثى لها وأغلقتها، منعاً لانتشار عدوى الأمراض المعدية!

Ad

وقد وضّح الخبر أن هناك عدة جهات وعدة إدارات وعدة دورات (مياه) مستندية يجب أن يمر بها المشروع الجديد، للتحديث أو لإنشاء دورات مياه جديدة...

طبعاً كل ذلك جميل ومقبول ويغطي نقصاً ملموساً، ولكن ما أثار اهتمامي هو وجود الفقرة التالية:

"البلدية لن تتوقف عند ذلك الحد، بل ستطلب إنشاء دورات مياه ذكية في المحافظات، التي تقع تحت إشراف البلدية في المحافظات الست، وستطرحها في مزايدة خاصة..."، إلخ إلخ الخ.

لا أعلم ما هو المقصود بـ"دورات مياه ذكية"؟!

هل ستكون ذكية جداً، لدرجة شفط مخرجات الجسم الآدمي أوتوماتيكياً، وبعد ذلك تغسل وتعقم الجسم بالكامل وتنشفه بذكاء، وبعد ذلك تقوم بذكائها الخارق بغسل الحمام وتعقيمه بالكامل!

في شوارع أوروبا هناك "chambers"، وهي عبارة عن غرفة من الحديد والألمنيوم بابها يفتح أوتوماتيكياً بإدخال عملة معدنية، وبإمكان المستعمل قفلها من الداخل، وبعد الانتهاء تقوم بجر السيفون أوتوماتيكياً، وتسليط الأشعة فوق البنفسجية للتعقيم...

إذا كان ذلك ما هو مقصود بدورات المياه الذكية، فالرجاء إعادة النظر بإنشائها، لأنها لم تنجح كفكرة هناك، ومشاكلها أكثر من فائدتها، وهناك لا يطلقون عليها وصف دورة مياه ذكية، لأن الذكاء والغباء لا يتصف به الخروج الآدمي وانتو بكرامة!

د. ناجي سعود الزيد