آلاف الهنود تعاطفوا مع قضية الأسرى عام 1993
بمناسبة ذكرى اليوم الوطني ويوم التحرير في عام 1993، وكجزء من نشاطات وفعاليات المكتب الإعلامي الكويتي في نيودلهي، وافقت وزارة الإعلام على عمل حملة إعلامية هي الأولى من نوعها على مستوى الهند، لنشر معلومات عن الأسرى والمفقودين الكويتيين، لتوعية الشعب الهندي بهذه القضية التي تهم الكويت بالدرجة الأولى. ونظراً لأن الهند بلد كبير جداً، وتوجد به لغات عديدة، فقد استقر الرأي على أن ننشر نصف صفحة في عدة صحف ولغات مختلفة تتضمن معلومات عن الأسرى والمفقودين، وتتضمن رسالة موجهة من القراء الراغبين في إيصال صوتهم إلى الأمم المتحدة. هذه الرسالة هي مطالبة موجهة إلى السكرتير العام للأمم المتحدة، للعمل الجاد والمستمر لإنهاء معاناة الأسرى والمفقودين، والضغط على الحكومة العراقية للتعاون في هذا المجال.
وقد تم ترتيب العملية بشكل جيد، بحيث يقوم القارئ بقص الإعلان، والتوقيع عليه، ثم وضعه في ظرف، وإرساله إلى المكتب الإعلامي في نيودلهي، الذي سيقوم بعد ذلك بإرسال جميع الرسائل الواردة إلى الأمم المتحدة. ولقد قام المكتب الإعلامي بدراسة الصحف المؤثرة واللغات المهمة، وتم الإعلان في ست صحف منوعة تطبع باللغات التالية: الإنكليزية، والهندية، والماليبارية، والبنغالية، والأوردوية، والتاميلية. وقد يتساءل أحد القراء عن تكلفة هذه الإعلانات في صحف واسعة الانتشار، فجوابي عليه أن التكلفة لم تتجاوز ثلاثة آلاف دينار فقط، علماً بأن إحدى هذه الصحف، وهي صحيفة تايمز أوف إنديا، التي تطبع أكثر من 600 ألف نسخة يومياً، تم نشر إعلان صفحة كاملة وليس نصف صفحة. وبتقدير المكتب الإعلامي، تم الوصول إلى ملايين القراء من خلال هذه الإعلانات، التي تهدف إلى التوعية بخصوص قضية الأسرى والمفقودين الكويتيين. المهم في الموضوع، ويهمني أن يتعرف عليه القارئ، هو أن ردود الفعل فاقت بكثير توقعاتنا، فقد انهالت على المكتب الإعلامي الآلاف من الرسائل التي تطالب السكرتير العام للأمم المتحدة بالاهتمام بهذه القضية الإنسانية وإنهائها بشكل عاجل. وأذكر أن موظفي المكتب الإعلامي انشغلوا كثيراً لمدة ثلاثة أشهر تقريباً في تجميع هذه الرسائل، وكان أمراً لافتاً للنظر تسلم كم هائل من الرسائل يومياً في السفارة الكويتية. وقد كان عدد الرسائل يزيد على 200 ألف رسالة تم ترتيبها في 20 مجلداً ضخماً، وتم عمل نسخة واحدة منها أرسلت إلى وزارة الإعلام. أما الأصول، فقد تم إرسالها إلى مكتب السكرتير العام للأمم المتحدة. وقبل أن أختم مقال اليوم، أود القول إن الشعب الهندي يحب الكويت، ويتعاطف مع قضاياها العادلة، وليس أدل على ذلك من تكبد الآلاف توقيع الرسالة وإرسالها إلى المكتب الإعلامي، تأييداً لقضية ليست من شأنه ولا تتعلق بمسائله الداخلية. شكراً للشعب الهندي، وإلى مقال آخر مشابه في الأسبوع المقبل، إن شاء الله.