تقبل النقد والنصيحة
![د. نبيلة شهاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1561655694216414500/1561655924000/1280x960.jpg)
كما أن الشخصية المتكبرة والمتعالية أو الأنانية أو النرجسية كثيراً ما تفهم النقد أو النصح على أنه اعتداء عليها وانتقاص مما تراه في ذاتها، وتكون ردود أفعالها حسب طبيعتها والنمط السلوكي الذي تتبناه في التعامل مع الآخرين، فقد تصمت باستنكار وقد تدافع عن نفسها باستماتة، وقد تنهي العلاقة وقد تقوم بسلوك قوي كالتشهير بالناصح والناقد والإساءة إليه.ولصحة إدراك النقد أو النصح تأثير واضح في الفهم الصحيح أو الخطأ، فكلما صح إدراك الموقف كان تقبل النقد صحيحاً وأكثر سهولة ويسرا، وإذا أسيء فهم وإدراك الموقف فقد تكون ردود الأفعال سيئة وسلبية، فعلى سبيل المثال لو أدرك الموظف أن توجيه رئيسه انتقادات وتوجيهات له هو تصرف طبيعي ولمصلحة العمل، لكانت ردة فعله هادئة وإيجابية، على خلاف لو أنه أدرك أو فهم أن هذا الانتقاد والتوجيه فيه انتقاص من شخصيته وقدراته. وتنتفي أهمية النصح والانتقاد إذا تم أمام الجميع، خصوصاً إذا كان بأسلوب الاستهزاء والعنجهية، فالانتقاد والنصح أهم ركائزهما السرية، ويكون مغلفاً بالود والاحترام.والنقد بدون التعريض بالفرد مطلوب إلا إذا كان انتقاداً للأداء خصوصاً الشخصيات العامة فلا ضرر من انتقاد أدائهم، وإن تعدى نقد أدائهم إلى التطاول على ذاتهم فهذا هو النقد الضار والتعدي على خصوصية وشخصية الفرد، ويعتبر مرفوضاً كليةً، وإن دل على شيء فإنه يدل على سوء سلوك المنتقد أو الناصح وخلل في شخصيته.والنقد في محتواه الإيجابي وسيلة للتعرف على الأخطاء والنواقص بغرض تلافيها وتصحيحها، وإذا انحرف النقد الإيجابي عن الخط الصحيح يتحول إلى تعدّ وتطاول وضرر وانتقاص من احترام الآخرين وعدم تقدير لقدراتهم وإنجازاتهم.