وجهة نظر: اللص النبيل وقروض المواطنين
![صالح غزال العنزي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/500_1682523043.jpg)
وقد يكون من الظلم المساواة بين كل الأغنياء اعتماداً على قاعدة "ما جاع فقير إلا بما منع غني"، فبعضهم ذوو كرم وسخاء وعطاء لا تشملهم المقولة وإن كانوا قلة، إلا أن تداعيات الصراع الطبقي عبر الأزمان أوجدت فرزاً اجتماعياً جعل من كل الأغنياء رأسماليين في نظر الفقراء، يستمدون قوتهم من المال فقط، وكل اللصوص اشتراكيون في نظر الأغنياء يؤمنون بإعادة توزيع الثروات فقط. وربما بالإمكان ردم الجزء الأكبر من هذه الهوة الطبقية لو حاول (بعض) المحسوبين على الطرفين الارتقاء بالسلوك وقواعد النشاط، فأضاف التاجر الى اهتماماته شيئاً من الرحمة والعطف والتودد الى الفقراء باعتبار أن جانباً كبيراً من النجاحات التجارية تأتي كتوفيق من الله وبركة في الرزق، وإن فسرها التاجر جهلاً وخطأً بالظروف المناسبة واستغلال الفرص وتوفر عوامل النجاح، كما لو أضاف الفقير إلى اهتماماته شيئاً من الهمة والبحث عن الفرص باعتبار أن من يستعين بالله ثم يبحث عن الرزق الحلال بلا منة من أحد أو استجداء أحد فلن يرجع خائباً، لما ارتبطت حاجة الفقراء بالأغنياء أبداً.وكنت قبل فترة في أحد دواوين (الطيبين) فتشعب الحديث عن الأخلاق، وحدثتهم عن حكاية اللص الأسترالي النبيل الذي سرق هاتفاً نقالاً، فوجد فيه صوراً تدل على أن صاحبه من المتحرشين جنسياً، فما كان منه إلا أن سلّم نفسه للشرطة ليتسبب بالقبض على صاحب النقال، وهنا تمنى أحد الحضور الذين يعانون من مديونية متعسرة وينادون باستماتة لإسقاط القروض، أن يقوم هاكر نبيل باختراق الحسابات البنكية، فيسدد قروض المواطنين ليقال عنه (خوش ولد) ويتخلص المقترضون من كارثة القروض التي دمرت الكثير من الأسر.