انخفض سعر برميل النفط الكويتي 2.90 دولار، ليبلغ 63.00 دولار في تداولات أمس الأول مقابل 65.90 دولارا في تداولات الخميس الماضي، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

وفي الأسواق العالمية ارتفعت أسعار النفط قليلا مساء أمس الأول، في جلسة متقلبة، وذلك بعد عمليات بيع كبيرة شهدتها في الجلسة السابقة، إذ أطلقت موجة جديدة من الإصابات بفيروس "كورونا" في أنحاء أوروبا إجراءات عزل عام، وثبطت الآمال في تعاف وشيك للطلب على الوقود.

Ad

وزاد خام برنت 31 سنتا، بما يعادل 0.5 في المئة، إلى 63.59 دولارا. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 37 سنتا، أو 0.6 في المئة، إلى 60.37 دولارا للبرميل، وجري تداول كليهما داخل نطاق واسع يزيد على دولارين للبرميل.

وأغلق كلا العقدين على انخفاض بنحو سبعة في المئة الخميس، إذ أعادت عدة اقتصادات أوروبية كبيرة فرض الإغلاقات، في حين تتباطأ برامج التطعيم بسبب مشكلات تتعلق بالتوزيع والقلق من آثار جانبية محتملة.

وعلى الرغم من أن ألمانيا وفرنسا ودول أخرى أعلنت استئناف التطعيم بعد أن أعلنت جهات تنظيمية سلامة لقاح "أسترازينيكا"، فإن توقف الحملة يزيد صعوبة التغلب على رفض اللقاح من جانب بعض السكان.

كما أعلنت بريطانيا أنه سيتعين عليها إبطاء توزيع اللقاحات المضادة لكوفيد-19 الشهر المقبل، بسبب تأخر في الإمدادات.

وقال جيه.بي مورغان "تتنامى المخاوف بسرعة فائقة من موجة ثالثة من تقييد التحركات في أوروبا، في ظل توقف التطعيمات والانتشار السريع جدا للسلالة بي 117 التي ظهرت في بريطانيا".

لكن البنك لايزال يتوقع أن يكون متوسط برنت فوق 70 دولارا للبرميل في الربع الرابع من العام.

«غولدمان ساكس»

وفي السياق ذاته, يرى غولدمان ساكس أن تراجع سعر النفط يمثل فرصة للشراء، ويتوقع أن يبلغ خام برنت 80 دولارا للبرميل هذا الصيف حتى في الوقت الذي توقفت فيه موجة ارتفاع للأسعار في الآونة الأخيرة لالتقاط الأنفاس.

وأسعار النفط بصدد الهبوط نحو تسعة في المئة هذا الأسبوع بعد تنامي القلق إزاء ضعف الطلب في أوروبا وتسبب ارتفاع الدولار الأميركي في دفع العقود الآجلة لبرنت للانخفاض نحو 7 في المئة الخميس.

وقفز برنت فوق 70 دولارا للبرميل في الثامن من مارس للمرة الأولى منذ بدأت جائحة كوفيد-19. وجرى تداوله عند 63.47 دولارا للبرميل أمس الأول.

وعلى الرغم من الانخفاض الحاد للأسعار، يتوقع غولدمان أن يستعيد سوق النفط توازنه سريعا في الأشهر المقبلة.

وقال البنك إن عوامل معاكسة مرتبطة بالطلب من الاتحاد الأوروبي وإمدادات إيران ستبطئ استعادة سوق النفط لتوازنها بواقع 0.75 مليون برميل يوميا في الربع الثاني، بيد أنه يتوقع أن تعوض "أوبك+" ذلك.

ويتوقع البنك ارتفاع إنتاج "أوبك+" 2.8 مليون برميل يوميا بحلول أغسطس، ما يفوق الزيادة في الإنتاج التي تتوقعها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية.

وقال غولدمان في مذكرة بتاريخ 18 مارس، إنه بحسب تقديراتنا "فإن سوق النفط ظل في عجز كبير قدره 2.5 مليون برميل يوميا منذ فبراير على الرغم من تقديرنا بأن صادرات إيران زادت 0.7 مليون برميل يوميا منذ بداية العام".

ويتوقع البنك زيادة كبيرة في الطلب العالمي على النفط في الأشهر المقبلة، بفضل مؤشرات على الطلب في المناطق التي تشهد معدلات مرتفعة للتحصين من كوفيد-19، فيما ارتفع توقعه لخام برنت من 65 دولارا للبرميل في مارس إلى 80 دولارا للبرميل هذا الصيف.

الصخري

وفي سياق متصل, في وقت كانت فيه شركات النفط الصخري الأميركية تئن في بيئة منخفضة لأسعار النفط، فشل أول طرح أولي لشركة نفط صخري أميركية منذ عام 2017 في جمع الأموال المتوقعة من سوق المال فيما بدا أنه إشارة على عزوف المستثمرين عن هذا النوع من الشركات.

ويشير تقرير لوكالة "بلومبرغ" إلى أن الطرح الأولي لشركة Vine Energy والمدعومة من قبل عملاق صناديق الاستثمار Blackstone لم يجمع سوى 301 مليون دولار في وقت كانت فيه الشركة تسعى لجمع نحو 361 مليون دولار.

وبيعت أسهم الشركة الأميركية دون مستويات 14 دولارا للسهم في وقت كان فيه السعر الاسترشادي للطرح يتراوح ما بين 16-19 دولارا للسهم الواحد.

ويقول محللون إن الإقبال الفاتر من المستثمرين على أسهم الشركة يعزز وجهة النظر حول صعوبة إمكانية حدوث فورة صعود جديدة لشركات النفط الأميركية التي عانت بشدة خلال الأشهر الماضية بفعل تبعات الجائحة، بالإضافة إلى فوز جو بايدن بالسباق الرئاسي الأميركي.

وتمثل خطة بايدن للتحول نحو الطاقة النظيفة ضربة لشركات الطاقة الأميركية التي تئن بالأساس في بيئة منخفضة لأسعار النفط ومصاعب تشغيلية جمة، ولدى بايدن خطة تقدر بنحو تريليوني دولار لمكافحة التغير المناخي وتقليل انبعاثات الكربون.