تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية في ختام جلسة أمس الأول، بعد قرار بنك الاحتياطي الفدرالي ومع استمرار القلق حيال ارتفاع عوائد سندات الخزانة.وقرر بنك الاحتياطي الفدرالي عدم تمديد تخفيف متطلبات رؤوس الأموال للبنوك، التي تم إقرارها بعد أزمة الوباء، إذ كان هذا البند يسمح للبنوك بالاحتفاظ برؤوس أموال أقل مقارنة بالسندات والحيازات الأخرى.
وتعرضت أسهم البنوك بصفة خاصة للهبوط بعد قرار الاحتياطي الفدرالي، إذ انخفضت أسهم "جيه بي مورغان" و"ويلز فارجو" بنحو 1.6 في المئة و2.9 في المئة على الترتيب.كما استمر تضرر معنويات المستثمرين في "وول ستريت" من صعود عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات أعلى 1.75 في المئة لأول مرة منذ 14 شهراً.وهبط مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.7 في المئة أو 234 نقطة ليغلق عند 32.627 ألف نقطة، لينخفض 0.5 في المئة في الأسبوع الجاري.كما تراجع مؤشر "S&P 500" بشكل هامشي بلغ 0.06 في المئة أو نقطتين ليسجل 3913 نقطة، ليسجل هبوطاً أسبوعياً بنحو 0.8 في المئة.في حين ارتفع "ناسداك" بنسبة 0.7 في المئة ما يعادل 99 نقطة ليصل إلى 13.215 ألف نقطة، لكنه انخفض في الأسبوع الجاري بنحو 0.8 في المئة.وقفز سهم فيسبوك بأكثر من 4 في المئة فوق مستوى 290 دولاراً للسهم الجمعة بعد تعليقات أدلى بها الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ وتشير إلى تحول في وجهة نظره بشأن تحديث خصوصية مستخدمي أجهزة أبل الذي قد يضعف إعلانات الشبكة الاجتماعية.حارب زوكربيرغ مع شركة آبل بسبب مخاوف من أن الإعلانات المخصصة على Facebook قد تتضرر من تحديث نظام التشغيل المعروف باسم iOS 14 لأجهزة Apple iPhone و iPad.خلال الأسابيع القليلة الماضية، أطلق Facebook حملة إعلانية للدفاع عن الإعلانات المخصصة. وتقول إن الإعلانات المستهدفة هي مفتاح نجاح الشركات الصغيرة.لكن زوكربيرغ غير موقفه أثناء إجراء مقابلة معه على تطبيق Clubhouse. عندما سئل عن شركة Apple ، قال: "الحقيقة هي أنني واثق من أننا سنكون قادرين على إدارة هذا الموقف بشكل جيد وسنكون في وضع جيد" بحسب موقع investors.وأضاف: "أعتقد أن من الممكن أن نكون في وضع أقوى إذا شجعت تغييرات Apple المزيد من الشركات على إجراء التجارة الإلكترونية على منصاتنا".يحتوي كل جهاز iPhone و iPad على معرّف فريد يسمى IDFA. ويسمح تحديث iOS 14 القادم من Apple للمستخدمين بتعطيل قدرة التطبيق على تتبع أنشطتهم.لكن Facebook والآخرين الذين يبيعون إعلانات الهاتف المحمول يعتمدون على هذا المعرف للمساعدة في توجيه الإعلانات للمستخدمين. يمثل الإعلان حوالي 98 في المئة من عائدات Facebook.كشفت بيانات بنك أوف أميركا، أمس الأول، أن المستثمرين ضخوا مبلغاً قياسياً قدره 68.3 مليار دولار في صناديق الأسهم في الأسبوع المنتهي في 17 مارس، حتى في وقت أدى ارتفاع قوي لعائدات السندات الحكومية إلى تهاوي المؤشر ناسداك الذي كان يرتفع بشدة.واستقطبت صناديق الأسهم الأميركية 53 مليار دولار في الوقت الذي واصلت فيه سياسة نقدية فائقة التيسير تعزيز الإقبال على المخاطرة.لكن بنك أوف أميركا حذر من أن تشديد الأوضاع المالية العالمية، في ظل ثماني عمليات لرفع أسعار الفائدة في أنحاء العالم منذ بداية العام الحالي مقابل خمس عمليات خفض.في غضون ذلك، تمسك مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي بتعهده بالمضي قدماً في تجاهل التضخم وإبقاء أسعار الفائدة قرب الصفر حتى 2024 على الأقل. لكن العوائد على الأوراق المالية لأجل عشر سنوات ارتفعت بشدة أمس الخميس إلى 1.75 في المئة.وأوقدت تلك الخطوة شرارة عمليات بيع ضخمة في وول ستريت فيما نزل المؤشر ناسداك 100 الزاخر بشركات التكنولوجيا 3.1 بالمئة، ليمحو ما يزيد على 400 مليار دولار من قيم الشركات في جلسة واحدة.وجذبت صناديق الأسهم العالمية 347 مليار دولار منذ بداية العام الحالي لتماثل التدفقات القياسية الداخلة للأسهم المسجلة في 2017 ككل. وعلى أساس سنوي، قال بنك أوف أميركا إن التدفقات الداخلة هذا العام بلغت 1.6 تريليون دولار وهو مستوى لافت.وفي أوروبا، انخفض مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 0.7 في المئة أو 3 نقاط ليغلق عند 423 نقطة، لكنه حقق مكاسب أسبوعية هامشية تبلغ 0.06 في المئة.كما هبط "فوتسي 100" البريطاني بنسبة 1.05 في المئة (-71 نقطة) إلى 6708 نقاط، وتراجع "داكس" الألماني 1.05 في المئة (-154 نقطة) مسجلاً 14.621 ألف نقطة، وانخفض "كاك" الفرنسي 1.07 في المئة (-64 نقطة) عند 5997 نقطة.وقلص المستثمرون مراكزهم الاستثمارية القصيرة في الدولار خلال الأسبوع الماضي لأدنى مستوى في تسعة أشهر، مع صعود العملة الأميركية أخيراً.وأظهرت بيانات لجنة العقود الآجلة للسلع الأميركية، أن قيمة صافي المراكز القصيرة في الدولار "شورت سيلينغ" تراجعت إلى 13.40 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في يوم السادس عشر من مارس، وهو أقل مستوى منذ التاسع من يونيو، ومقارنة بنحو 22.29 مليار دولار في الأسبوع السابق له.وجاء هبوط قيمة الرهانات على هبوط الدولار الأميركي مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة في الأسابيع الأخيرة، ما دعم جاذبية الدولار.وارتفع عائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات أعلى 1.75 في المئة أمس، لأول مرة منذ يناير من عام 2020، مع توقعات تسارع التضخم مع تعافي الاقتصاد من تداعيات الوباء.
اقتصاد
«داو جونز» يتراجع ويسجل خسائر أسبوعية بعد قرار «الفدرالي»
21-03-2021