سلام فياض يعود إلى السياسة الفلسطينية
أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، سلام فياض، في 9 مارس أنه يخطط للمشاركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني المرتقبة، وفي مقابلة مطوّلة نشرتها جريدة "القدس" الفلسطينية المعروفة، اعترف فياض بأنه ينوي "تحضير لائحة من الأفراد المستقلين للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة بطريقة مُشرّفة وشفافة وتنافسية".أصبح فياض اليوم أستاذاً زائراً في جامعة "برينستون"، وقد صرّح لموقع "المونيتور" بأن غيابه كان قسرياً: "بعد انتهاء فترة عملي في الحكومة، حاولتُ أن أعمل في المجتمع المدني وأؤسس منظمة غير حكومية، لكن منعت القوى الطاغية منظمتنا من العمل في عام 2015".قال فياض خلال المقابلة نفسها إنه ملتزم بالوحدة الوطنية: "لمواجهة التحديات الراهنة، نحتاج إلى حكومة وحدة وطنية تضمّ جميع أطياف المشهد السياسي الفلسطيني، بدل حكومة الأغلبية. لقد اتخذنا قراراً حاسماً ونهائياً بعدم الرحيل لأي سبب".
تعليقاً على هذا التطور، صرّح فادي السلامين، ناشط فلسطيني مناهض للفساد في واشنطن، لموقع "المونيتور" بأن عودة فياض تحمل جانباً إيجابياً لأنه ليس مسؤولاً فاسداً من حركة "فتح" ولا ينتمي إلى حركة "حماس"، لذا يُفترض أن ينجح في كسب أصوات الفئات المستاءة من الحركتَين معاً.أضاف السلامين، وهو مسؤول بارز في "مشروع الأمن الأميركي"، أن نقطة ضعف فياض تتعلق باستلامه رئاسة الوزراء سابقاً: "لا يزال فياض يُعتبر شخصاً عَمِل لصالح الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونفّذ سياساته الاقتصادية والأمنية. من الإيجابي أن يترشح فياض، لكني لا أتوقع أن يحقق نتائج بارزة".يوافق هاني المصري، المدير العام للمركز البحثي "مسارات"، على أن فياض لن يحصد عدداً كبيراً من أصوات الناخبين، ولم يتضح بعد إذا كان سيتجاوز العتبة الانتخابية المطلوبة أصلاً.ويظن المصري أن رئيس الوزراء السابق تلقى توصية بعدم الترشح وحده بل الانضمام إلى لائحة أخرى لتحسين فرص فوزه بمقعد نيابي. في هذا السياق، يقول منظّم الاستطلاعات الفلسطيني خليل الشقاقي: "لن تُحدِث لائحة فياض فرقاً كبيراً في نتائج الانتخابات. لديها فرصة معقولة لتجاوز العتبة الانتخابية، لكنها لن تُحقق أكثر من ذلك، لكن إذا أصبح فياض الاسم الثاني على لائحة يُحضّرها مروان البرغوثي ويقودها ناصر القدوة، أو إذا انتسب إلى تحالف إصلاحي أكبر حجماً، فستزيد فرص سحب الأصوات من حركة "فتح". إلى جانب لائحة انتخابية يسارية موحّدة، قد يؤثر هذا النوع من التحالفات الإصلاحية على تركيبة الائتلاف الحكومي الفلسطيني المقبل".يدعم فياض نشوء حكومة وحدة وطنية، كما أنه يدعو إلى تقوية الدعم للحقوق الفلسطينية أمام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. قال فياض في مقابلته مع جريدة "القدس": "يجب أن نعود إلى البدايات، بما في ذلك مواقف "منظمة التحرير الفلسطينية" قبل مبادرة السلام الفلسطينية في عام 1988، ويجب أن يصرّ الفلسطينيون على اعتراف إسرائيل بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية الشرعية، بما في ذلك حق تقرير المصير. إنه مطلب منطقي ويمكن الدفاع عنه على الساحة الدولية، ونستطيع استعماله لكسب تأييد عالمي من جميع الفئات التي تدعم السلام والعدالة والمساواة".على صعيد آخر، رفض فياض الضوابط التي يحاول التحالف الرباعي (بين الاتحاد الأوروبي، وروسيا، والأمم المتحدة، والولايات المتحدة) فرضها على المرشحين الفلسطينيين، فقال: "يجب أن نُصِرّ على حقنا بالمعاملة المتساوية ونتوقف عن توقّع الخلاص من واشنطن".لا شك أن مشاركة فياض في الاستحقاق الانتخابي ستقدّم وجهة نظر مهمة ومغايرة للناخبين الذين يبحثون عن خيار نزيه بدل الفصائل الكبرى التي تسيطر على الساحة السياسية منذ سنوات. لكن هل ستؤثر مشاركته فعلاً على المشهد السياسي بعد غيابه الطويل عن الظروف السياسية اليومية؟