بعد شهرين على توليه مهامه، كشف الرئيس الأميركي جو بايدن أسلوبه الدبلوماسي، وبالتأكيد من دون مراعاة في خطابه، في تعامله مع كبار منافسي واشنطن خلال ولايته.فقد وصف بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «قاتل»، ووجه مفاوضوه إلى الوفد الصيني اتهامات شديدة في محادثاتهم الثنائية الأولى في ألاسكــــــــا، الــتي كشــــفـــــــت عن نــــهـــــج لا مساومة فيه حيال موسكو وبكين.
مناظرة
وفي رد بارد على دعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين لإجراء مناظرة تبث مباشرة على الهواء حول الخلافات بين البلدين، قال الرئيس الأميركي جو بايدن لأحد الصحافيين، خارج البيت الأبيض، أمس الأول: «أنا متأكد من أننا سنتحدث في مرحلة ما».وكان البيت الأبيض رفض تقديم أي اعتذار أو توضيح، كما دعا بعض الساسة الروس.وكانت روسيا استشاطت غضبا الأسبوع الماضي، بعد أن وصف بايدن بوتين بـ «القاتل»، وفي حدث غير مسبوق في تاريخ العلاقات، استدعت سفيرها من واشنطن للتشاور.في المقابل، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن موسكو في علاقاتها مع واشنطن تأمل دائما الأفضل، لكنها تستعد للأسوأ. وأضاف: «أعرب الرئيس بوتين بوضوح عن رغبته في استمرار العلاقات بين البلدين مهما كان الأمر، لأن ذلك ليس فقط في مصلحة بلدينا، ولكن في مصلحة العالم كله»، مضيفاً: «لكن بالطبع، لا يمكننا تجاهل كلمات السيد بايدن».وأمس تظاهر نشطاء منظمة «حرس زاخار بريليبين» الروسية، أمام مقر السفير الأميركي لدى روسيا وسط موسكو، احتجاجاً على تصريحات بايدن. وأفادت وكالة «نوفوستي» الروسية بأن عددا من نشطاء المنظمة، التي أعلنت عزمها مواجهة «المحاولات لتدبير ثورات ملونة في روسيا، قيدوا أيديهم بسياج المقر، مطالبين بايدن بتقديم اعتذار لبوتين وللمواطنين الروس، على تصريحاته.وانتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، تصريحات الرئيس الأميركي وقال انها «لا تليق برئيس دولة».حادثات ألاسكا
على صعيد آخر، وبعد ثلاث جلسات بين الجانبين بدأت الخميس في الاسكا، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الأول، إن الجانب الأميركي كان صريحاً بشأن قلقه حيال سلوك الصين تجاه هونغ كونغ وتايوان وفي مجال الفضاء الإلكتروني.وأوضح أن استراتيجية الجانب الصيني كانت «دفاعية كما كان متوقعا»، مشيراً إلى أن الطرفين ناقشا ملفات «إيران وكوريا الشمالية وأفغانستان والمناخ والمجالات حيث تلتقي مصالحنا».بدوره، قال مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جيك سوليفان «توقعنا محادثات صعبة ومباشرة بشأن مجموعة واسعة من القضايا»، مؤكدا «سنواصل التشاور مع الحلفاء والشركاء بشأن طريقة المضي قدما».ومع اختتام المحادثات، أعطى المفاوض الصيني يانغ جيشي، أرفع مسؤول دبلوماسي في الحزب الشيوعي، إشارة إيجابية، لكنه قال: «لا تزال هناك بعض الخلافات المهمة».وبدوره، قال وزير الخارجيّة الصيني وانغ يي إنّ بكين ما زالت تأمل في أن تُلاقيها الولايات المتحدة «في منتصف الطريق»، موضحا أن احترام المصالح الأساسيّة للدولتين أمر حيويّ.واتسم أول لقاء بين الطرفين بالحدة والمواجهة في بداية الجلسات. وتبادل الجانبان أمام عدسات كاميرات التلفزة الانتقادات الحادّة، على خلفيّة ملفّات حقوق الإنسان والطموحات الجيوسياسيّة.واتّهم بلينكن الصين باتّباع سلوك يُعرّض الاستقرار العالمي للخطر.ورد يانغ بالقول: «كان من الأجدى بي حين دخلت هذه القاعة أن أذكّر الجانب الأميركي بضرورة التنبّه لنبرته حيالنا في الكلمات الافتتاحية، لكنني لم أفعل». وتساءل: «أليست هذه نيات الولايات المتحدة، التي تريد التحدث إلى الصين بطريقة متعجرفة من موقع قوة؟».وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية «لدى وصول أعضاء الوفد الصيني إلى أنكوريج، كانت قلوبهم ترتجف بسبب البرد ومن الطريقة التي استقبلهم بها المضيفون الأميركيون».الهند
وفي مسعى لتشكيل تحالفات لمواجهة صعود الصين، الذي يثير نشاطها في المنطقة قلق البلدين، أشاد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمس، «بالالتزام المتزايد» للهند، التي التقى رئيس حكومتها القومي ناريندرا مودي، مشيرا إلى «شركاء على الموجة نفسها». وزيارة أوستن إلى الهند هي أول لقاء مباشر بين نيودلهي والإدارة الأميركية الجديدة.ووصل أوستن، أمس الاول، إلى نيودلهي والتقى مودي ومستشار الأمن القومي أجيت دوفال.ومن دون ذكر الصين بشكل مباشر، كتب مودي في تغريدة «الهند والولايات المتحدة ملتزمتان شراكة استراتيجية تمثل قوة لصالح الكوكب».والتقى أوستن، أمس، وزير الدفاع راجناث سينغ، الذي أكد بعد مقابلة وصفها بأنها «مفصلة ومثمرة»، أن التعاون العسكري بين البلدين سيكون «واحدة من الشراكات الأساسية في القرن الحادي والعشرين».من جانبه، قال أوستن إن «الهند هي عماد نهجنا في المنطقة»، مشددا على «القيم المشتركة والمصالح الاستراتيجية المتقاربة» بين البلدين.والتقى أيضاً وزير الدفاع الأميركي بوزير الخارجية سوبراهمانيام جايشانكار.«تسلا»
إلى ذلك، وفيما يعكس حدّة الصراع الأميركي ـــ الصيني، قال الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» أمام منتدى صيني بارز، خلال نقاش عبر الإنترنت امس، إن شركته كانت ستُغلق لو أن سياراتها الكهربائية تُستخدم في التجسس في الصين أو أي مكان، وذلك في أول تعليقاته على أنباء أفادت بأن الجيش الصيني منع سياراته من دخول منشآته.وكانت مصادر قالت لـ«رويترز»، أمس الأول، إن الجيش الصيني منع سيارات «تسلا» من دخول مجمعاته، عازياً القرار إلى مخاوف أمنية من كاميرات مثبتة في السيارات. وتستهدف واشنطن شركة «هواوي» الصينية العملاقة للاتصالات، وتقوم بحملة لإقناع حلفائها بوقف الاعتماد عليها، خصوصاً في مشاريع بناء شبكات الجيل الخامس 5G، مشيرة الى مخاطر أمنية تشكلها الشركة التي تقول واشنطن انها تخضع للجيش الصيني.