تراهن شركة النفط الوطنية العملاقة «أرامكو» السعودية على تعاف للطلب على النفط تقوده آسيا بعدما أعلنت أمس عن هبوط حاد لصافي الأرباح بواقع 44.4 في المئة، وتقليص خطط الإنفاق.

وقد أضرت جائحة كوفيد - 19 كثيرا بالشركة وبنظرائها بالعالم في 2020، لكن أسعار النفط ارتفعت العام الحالي مع تعافي الاقتصادات من التراجع الذي أصابها في العام الماضي، وعقب تمديد منتجو النفط تخفيضات المعروض.

Ad

وقال الرئيس التنفيذي أمين الناصر، في إيجاز بمناسبة إعلان الأرباح: «مؤشرات التعافي تبعث على السرور... الصين اقتربت كثيرا أيضا من مستويات ما قبل الجائحة. سيكون هناك تحسّن قوي للطلب في آسيا، لاسيما في شرق آسيا».

وأضاف أن الطلب في أوروبا والولايات المتحدة سيتحسن مع التوسع في التطعيم، وتوقع أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 99 مليون برميل يوميا بنهاية العام.

وقد قلصت الشركة توقعات الإنفاق إلى حوالي 35 مليار دولار من نطاق بين 40 و45 مليارا سابقا، وفقا لإفصاح للبورصة. وكان الإنفاق الرأسمالي 27 مليارا في 2020.

وأعلنت أكبر شركة مصدرة للنفط في العالم انخفاض صافي الربح 44.4 بالمئة إلى 183.76 مليار ريال (49 مليار دولار) للسنة المنتهية في 31 ديسمبر، مقارنة مع 330.69 مليارا في العام السابق.

وتوقع المحللون أن يبلغ صافي الربح 186.1 مليار ريال في 2020، وفقا لمتوسط التقديرات على «رفينيتيف أيكون».

وأعلنت «أرامكو» عن توزيعات نقدية 75 مليار دولار لعام 2020، لكن الناصر قال إنه لا توجد نية لزيادة التوزيعات عن المتعهد به في العام الحالي.

وقال مدير أبحاث الأسهم في «تليمر»، حسنين مالك: «التوزيعات تتفق مع التوقعات، وهو أكثر ما يهم حملة أسهم أرامكو، لكنّ تراجع الإنفاق الرأسمالي ينبئ بأن الشركة لا تتوقع أن يستمر ارتفاع أسعار النفط طويلا». وقد انخفض سهم أرامكو 0.6 بالمئة بعد إعلان الشركة نتائجها.

وتماسك السهم جيدا معظم فترات العام الماضي مقارنة بشركات النفط العالمية في الأسواق الناشئة والمتقدمة، لكن أداءه كان أضعف من الشركات النظيرة حين تعافت أسعار النفط.

تحمل العبء

وقال الناصر: «بنظرة مستقبلية، تسير استراتيجيتنا طويلة الأجل على المسار الصحيح نحو تحسين محفظتنا في أعمال النفط والغاز».

وقالت كبيرة الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري مونيكا مالك، إن انخفاض أرباح «أرامكو» 44.4 بالمئة في 2020 يأتي في مقابل هبوط إيرادات حكومة المملكة من مبيعات النفط 30.7 بالمئة العام الماضي، مع ثبات التوزيعات للحكومة رغم انخفاض أسعار الخام، لتتحمل «أرامكو» وطأة الأزمة أكثر من الخزانة.

وفقدت أسعار النفط أكثر من خُمس قيمتها في 2020، وسجل خام برنت 64.53 دولارا للبرميل عند الإغلاق يوم الجمعة، مقارنة مع حوالي 51 دولارا في ديسمبر. وانخفضت أرباح شركات النفط الغربية الكبرى في 2020. وهبطت أرباح رويال داتش شل إلى أقل مستوى فيما لا يقل عن 20 عاما، ومنيت إكسون موبيل، أكبر شركة طاقة أميركية، بأول خسارة سنوية لها.

وقالت «أرامكو» إن التدفقات النقدية الحرّة بلغت 49 مليار دولار العام الماضي، انخفاضا من 78.3 مليار في 2019.