«الموجة الثالثة» تشتد بأوروبا... والخليج يوسع التطعيم
• «أسترازينيكا»: لقاحنا حلال
• رئيس مدغشقر يفضل العلاج بالأعشاب
يتواصل تفشي الموجة الثالثة من فيروس كورونا، خصوصا في أوروبا، وسط استياء من القيود الصحية، وقرر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن قمة الاتحاد الأوروبي، الخميس والجمعة المقبلين، في بروكسل، ستعقد عبر الفيديو «عقب تزايد الإصابات في الدول الأعضاء».وتظاهر أمس الأول آلاف الأشخاص في دول أوروبية عدة (ألمانيا وهولندا والنمسا وبلغاريا وسويسرا وصربيا وبولندا وفرنسا وبريطانيا)، وكذلك في كندا ضد «دكتاتورية» القيود الصحية المفروضة لاحتواء تفشي الوباء، وتحولت بعض التجمعات إلى مواجهات مع قوات الأمن وأعمال عنف.وصادفت موجة الاستياء هذه مع دخول ثالث إغلاق خلال عام في فرنسا حيز التنفيذ، إضافة إلى تدابير إغلاق جزئي في بولندا لثلاثة أسابيع، بسبب ارتفاع عدد الإصابات أيضا، وتنوي المستشارة الألمانية تمديد القيود السارية حاليا حتى أبريل بسبب الموجة الثالثة من الوباء.
وبينما قرر رئيس بلدية ريو دو جانيرو إغلاق الشواطئ اعتبارا من نهاية الأسبوع، أرغمت جزيرة ميامي بيتش في ولاية فلوريدا الأميركية، على فرض حظر تجول في مواجهة تدفق السياح المصممين على الاحتفال رغم تفشي الوباء، وعلى المستوى الوطني، يعلن 41 في المئة من الجمهوريين أنهم يرفضون تلقي اللقاح، مقابل 11 في المئة فقط من الديمقراطيين، وفق استطلاع للرأي نشرت نتائجه الأسبوع الماضي.وبعدما هددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بوقف صادرات لقاحات «أسترازينيكا» إذا لم يتلق الاتحاد الأوروبي شحناته أولا، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أمس، إنه يجب على الاتحاد الأوروبي احترام عقود اللقاحات الخاصة به حتى مع التطعيم البطيء الذي يشكل ضغطا على الحكومات في التكتل، مضيفا: «المفوضية تعلم أن هذا ستكون له نتائج عكسية. إنهم يتعرضون لضغوط سياسية هائلة، ومن شأن هذا أن يضر بعلاقات الاتحاد الأوروبي على الصعيد العالمي إذا تم التراجع في هذه العقود».وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن المملكة المتحدة وصلت إلى مرحلة بارزة تتمثل في تطعيم نصف سكانها البالغين، بينما تلقى أقل من 10 في المئة من السكان في الاتحاد الأوروبي جرعة واحدة على الأقل، وأثار هذا التفاوت القلق بشأن التوريد وعملية التطعيم على المستوى القومي. وفي وقت تسارع دول منطقة الخليج للسيطرة على تفشي المرض، أعلنت السعودية والإمارات، أمس، توسيع نطاق حملتهما للتطعيم، لتشمل جميع المواطنين والمقيمين ممن تبلغ أعمارهم 16 عاما فأكثر.وأعلنت الرياض أن وزارة الصحة ستبدأ تطعيم السكان ممن تبلغ أعمارهم 16 عاما فأكثر بلقاح «فايزر»، ومن تبلغ أعمارهم 18 عاما فأكثر من المواطنين والمقيمين بلقاح «أسترازينيكا». أما الإمارات فأسرعت من وتيرة طرح اللقاحات لإبقاء اقتصادها مفتوحا، وهي في المرتبة الثانية عالميا بعد إسرائيل من حيث عدد الجرعات لكل 100 شخص.وجاء في بيان نشرته وسائل إعلام رسمية أن وزارة الصحة بالإمارات حضت جميع المواطنين والمقيمين فيها ممن تبلغ أعمارهم 16 عاما فأكثر على التسجيل اعتبارا من أمس، للتطعيم، مشيرا إلى ان هذه الخطوة تأتي بعد تطعيم 73 في المئة من الإماراتيين والمقيمين والمصابين بأمراض مزمنة.وردا على تأكيد «مجلس العلماء»، الذي يعد أعلى مجلس ديني إسلامي في إندونيسيا، أن اللقاح يتعارض مع الشريعة الإسلامية، أعلنت شركة أسترازينيكا أمس أن لقاحها «لا يحتوي على مكونات مشتقة من لحم الخنزير».وقال الناطق باسم «أسترازينيكا» بإندونيسيا، في بيان، أمس، «في كل مراحل عملية الإنتاج، لا يستخدم هذا اللقاح ولا يتلامس مع المنتجات المشتقة من لحم الخنزير أو غيرها من المنتجات الحيوانية».وكان مجلس العلماء، أعلن الجمعة ان «اللقاح حرام لأن عملية التصنيع تستخدم التربسين من بنكرياس لحم الخنزير». ومع ذلك، وافق المجلس على استخدام «أسترازينيكا» في ضوء تلك الحالة الوبائية الطارئة، كما وافقت السلطات الإندونيسية على استخدامه بعد مراجعة تقارير قالت إنه تسبب في حدوث جلطات دموية بين بعض من تم تطعيمهم به في أوروبا.من ناحيته، أبدى أوغور شاهين، مؤسس شركة بيونتيك الألمانية، شريكة شركة فايزر الأميركية، تفاؤله بالسيطرة على الفيروس في معظم الدول الأوروبية بحلول نهاية الصيف، مرجحا ألا تكون هناك حاجة إلى الإغلاق في كثير من الدول الأوروبية والولايات المتحدة بحلول نهاية الصيف، و»ستكون هناك عمليات تفش، لكنها لن تكون مؤثرة، وستكون هناك تحورات، لكنها لن تخيفنا».وفي انتاناناريفو، أكد رئيس مدغشقر أندريه راجولينا أنه ليس على عجلة من أمره لتطعيم شعبه، مشددا على أنه يفضل العلاج بالأعشاب لمكافحة الجائحة في الجزيرة الواقعة بالمحيط الهندي، وأضاف: «أنا شخصياً لم أحصل على لقاح بعد ولا أنوي الحصول عليه».وأكد أن «مشروب كوفيد العضوي»، المعروف باختصار باسم «سي في أو»، الشاي العشبي «المعجزة»، المصنوع من الشيح، ويتم إنتاجه الآن أيضا بشكل كبسولات، «سيحميني ويحمي عائلتي». ومع ذلك، أشار إلى أنه لا يعارض بشكل مطلق التطعيم.