من هذه الزاوية الصغيرة ورغم عدم معرفتي الشخصية به، فإنني كتبت للشيخ ناصر صباح الأحمد، رحمه الله، إنك خسرت الكرسي وربحت محبة الشعب الكويتي واحترامه، بعد خروجه من الحكومة في أواخر عام ٢٠١٨، وبعد مماته أقول له نم قرير العين، فقد ابتدأ مشوار طويل أسس له "بوعبدالله"، رحمه الله، بكشفه ملفات مهمة وخطيرة مثل ملف طائرات اليورو فايتر وصندوق الجيش وها هم علية القوم يمثلون أمام القضاء المختص، وبعضهم أحيل إلى السجن المركزي في حالة لم تشهدها الكويت رغم وجود مجالس أمة منتخبة وحراك سياسي طويل عريض وصحافة حرة الى حد كبير وستين ألف جهة رقابية.لكن علينا أن نتابع هذا الموضوع، فقوى الفساد مازالت موجودة، وأذرعها ممتدة داخل أجهزة عدة، وقدرتها على التخريب ممكنة، وكل ما أخشاه أن تتغير بعض الجمل والتواريخ داخل بعض الأوراق الرسمية لتتغير وجهة التحقيق في العديد من القضايا، وهذا ما حدث من قبل للأسف.
علينا أيضاً ألا نتردد بدعم الإصلاحيين داخل الأسرة الحاكمة، فهم معنيون بمحاربة الفساد والإصلاح المالي والإداري داخل أجهزة الحكومة، لأنهم مواطنون أولاً وأخيراً.أدرك أن البعض محبط ولا يراهن على أي نية إصلاح، ويعلم الله أنني لا ألومهم على ذلك، فقد تمادت الحكومات المتعاقبة ومعها جزء لا يستهان به من مجالس الأمة السابقة، بدعم عناصر فاسدة قامت بتجاوزات مالية وإدارية عديدة، لكنها الكويت ولدنا فيها ومازلنا نعيش فيها، ونأمل أن نموت وندفن في ترابها، والتخلي عنها لمجموعة من اللصوص غير وارد على الإطلاق.عموماً مازلنا في أول طريق الإصلاح وملفات كاليورو فايتر وصندوق الجيش رغم أهميتهما فإنهما لا يشكلان إلا قمة جبل الجليد، فمازالت قضايا كثيرة معلقة تحتاج الى متابعة، ومازال من اعتدوا على المال العام يجوبون عواصم العالم، وآن أوان إعادتهم إلى الكويت وإيداعهم السجن.رحم الله الشيخ ناصر صباح الأحمد رحمةً واسعة وغفر له، فقد أسس لمرحلة سياسية مهمة، وغير كثيرا من قواعد العمل السياسي، أكاد أجزم أنها ستستمر لسنوات طويلة بعد رحيله.بوعبدالله أكررها مرة أخرى نم قرير العين فقد أديت الأمانة على أكمل وجه.فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك؟
مقالات
الله يرحم الشيخ ناصر
23-03-2021