في وقت يتسارع تفشي الموجة الثالثة من الوباء خصوصاً في أوروبا، دافعت شركة "أسترازينيكا" البريطانية، أمس، عن لقاحها الذي يرفض قسم كبير من دول القارة العجوز تلقيه، مؤكدة أنه فعّال بنسبة 80 في المئة ضد فيروس "كورونا" لدى الأشخاص المسنّين ولا يزيد خطر حصول جلطات دموية، بينما تبلغ نسبة فعاليته 100 في المئة لجهة منع الإصابة بدرجة خطيرة، وتطور الحالة لدرجة تستدعي إدخال المريض إلى المستشفى، وذلك بعد تجارب سريرية أُجريت في الولايات المتحدة.

وشملت المرحلة الثالثة من التجارب في أميركا على اللقاح الذي طورته "أسترازينيكا" بالاشتراك مع "جامعة أكسفورد"، 32 ألفا و449 مشاركا، أعطي اللقاح لثلثيهم، حسب بيان لشركة الأدوية.

Ad

وأكدت الشركة أمس، أنه فعال بنسبة 80 في المئة لجهة منع إصابة المسنين ولا يزيد من خطر تجلّط الدم، في وقت نصحت دول عدة بعدم استخدامه في تطعيم المسنين نظراً لغياب البيانات المرتبطة بتأثيره على هذه الفئة في التجارب السابقة.

ويتم تصنيع "أسترازينيكا" ضمن الأراضي الأوروبية خصوصاً في معملين في بلجيكا وهولندا، وهما دولتان دعتا إلى الحذر حيال تشديد القيود على التصدير في وقت تدعم دول أوروبية أخرى على غرار فرنسا الأمر.

وفي أعقاب الخلاف بشأن "أسترازينيكا"، يجرى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مباحثات مع قادة أوروبيين هذا الأسبوع لمحاولة منع "قومية اللقاحات" ولحضّهم على عدم الموافقة على وضع فيتو على صاردات "استرازينيكا". كما حذر جونسون من أن الموجة الثالثة التي تجتاح أوروبا ربما تكون في طريقها إلى بريطانيا.

جاء ذلك بينما ركّزت الصحف البريطانية الصادرة أمس، على ما أسمته "حرب لقاحات" بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.

وتحت عنوان "حرب اللقاحات لا يمكن أن تنتهي إلا بمأساة لبريطانيا والاتحاد الأوروبي"، كتب آندر راونسلي في صحيفة "الغارديان" اليسارية محذّراً من نتائج الخلاف بين الجانبين، ومن أنه سيكون بمثابة كارثة لكلا الطرفين على مستويات عدة.

واستهلّ الكاتب مقالته بعبارة "الكلام الطائش يكلّف أرواحاً"، مشيراً الى معاودة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلين تهديدها بمنع الاتحاد الأوروبي من تصدير "أسترازينيكا" في خطوة، قال انها "جاءت تحت ضغوط من وسائل إعلام في بلدها ألمانيا"، مضيفا أنه "في الوقت ذاته يقوم قسم من الرأي العام البريطاني بالشماتة من متاعب الأوروبيين في موقف صاغته وسائل إعلام يمينية.

وأضاف: "نحن نتحدث عن مرض مميت. ليس من مصلحتنا أن يتعثّر الاتحادالأوروبي. الطفرات الجديدة يمكن أن تتسبب في المزيد من الموت والدمار الاقتصادي. أما بالنسبة للعديد من البريطانيين الذين يحلمون بقضاء عطلة في دولة أوروبية في طقس مشمس، فيمكنهم أن يحلموا، إذا كانت العدوى لا تزال مستعرة في وجهاتهم المرجوة".

من ناحية أخرى، أكد المسؤول عن ضبط طرح اللقاحات في الاتحاد الأوروبي تييري بريتون، وصول اللقاحات إلى الاتحاد وعدم الحاجة إطلاقا إلى لقاح "سبوتنيك في" الروسي.

وفي تصريحات أدلى بها لشبكة "تي إف1" مساء أمس الأول، قال برينتون إن "الروس يواجهون صعوبات في تصنيعه وسيكون علينا على الأرجح مساعدتهم. إذا احتجنا لتوفير مصنع أو اثنين لهم لتصنيعه، فلم لا، لكن الأوروبيين هم الأولوية حاليا".

إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي وعد بأخذ اللقاح اليوم، استنكر تصريحات برينتون "الغريبة".

وقال في اجتماع أمس: "نحن لا نجبر أحداً على فعل أي شيء، لكننا نتساءل عن المصالح التي يدافع عنها هؤلاء الأشخاص، هل هي المتعلقة بشركات الأدوية أم بمصالح المواطنين الأوروبيين؟"، مشيرا إلى أنه سيأخذ اللقاح اليوم.

من ناحيته، اتّهم صندوق الاستثمار المباشر الروسي، الذي دعم تطوير "سبوتنيك في"، برينتون بـ"التحيز بشكل واضح" ضد اللقاح لأنه روسي.

وأفاد الصندوق بأن "المفوض العزيز برينتون، توقف رجاء عن التحيز. يريد الأوروبيون لقاحات آمنة وفعالة، وهو ما فشلت حتى الآن في توفيره". وأضاف أنه تم ترخيص استخدام "سبوتنيك في" في 54 دولة.

وفي خطوة لا تعكس الحالة المتدهورة بين البلدين، قال أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية الأميركيين، إن البيانات الخاصة بـ "سبوتنيك في"، قادته إلى الاعتقاد بأنه "فعّال للغاية".

وكان فاوتشي قال في أغسطس الماضي، إنه متشكك في اللقاح بعد أن وافقت عليه الحكومة الروسية بسرعة.

في غضون ذلك، أوقف العشرات في مدينة بريستول بجنوب غربي لندن، على الأقل وأُصيب شرطيون خلال إحدى التظاهرات التي شارك فيها الآلاف مساء امس الأول، في وسط المدينة للاحتجاج على مشروع قانون حكومي في البرلمان يمنح الشرطة سلطات جديدة لفرض قيود على الاحتجاجات في الشوارع.