نحن نعيش حاليا فاشينستية برلمانية بامتياز، فكل إنجاز هو "خبر عاجل" على ورق أو مانشيت أو تغريدة فقط تصرف لرتويتها أو لايكها، فلا يوجد لإنجاز الفلاشات البرلماني ظل لنراه على أرض الواقع، بل تضليل يسرق سنوات أدوار الانعقاد منا ومن أجيالنا، والمسؤولية هنا تقع على عاتقنا كمجتمع قبل المجلس بجناحيه الحكومة والبرلمان. فمجتمعنا مع الأسف ترضيه العبارات والشعارات ولا أكثر من ذلك، ويقيم العمل وفق اشتراطات اللسان لا اليد التي تعمل ولا القدم التي تسعى، ولا العقل الذي يفكر ويخطط، ولذلك تمر علينا سنوات الفصول التشريعية وغيومها ملبدة بسحاب صيف الخطب والوعود، خالية من غيث الإنجاز والتطور الموعود!
نعم نحن الملومون، فنحن الجمهور "اللي عاوز كده"، كما يقول أهل مصر، وهم الناجز السياسي الذي يرى فينا زبوناً دوما على "حلق" وحنجرة تصدح بالكلام والكلام فقط، ولكي نتخلص من هذا الوضع أقترح نقل مقر المجلس من موقعه الحالي إلى جزيرة فيلكا، وعزل الحكومة والنواب هناك عزلاً تاماً بلا أجهزة اتصال ولا إنترنت، وعدم السماح لقواربهم بالرسو على شواطئ البلاد إلا بعد تقديم قانون أو تشريع حقيقي لا وهمي يساهم في تحريك دولاب التنمية، ونزع عصا التسويف والتخبط منه بشكل نهائي وبشكل حقيقي وملموس، ووفقا لما سطره مداد الدستور من مهام تخص السلطتين، وتهم كل مناحي حياتنا فعلياً لا قولياً. طبقوا هذا الاقتراح، وأنا أضمن لكم أنه مع ابتعاد المجلس عن وسائل الاتصال سيقل وسينتهي تدريجياً تأثير إدمان التغريد والرتويت والسلفي والخطب عليهم، وسيعود لهم رشدهم، ليتذكروا من هم، ولماذا وضعوا في هذا الموقع الدستوري، وما دورهم الحقيقي أو على الأقل سيتذكرون كلمات قسمهم ومعانيه قبل ممارسة مهامهم التنفيذية والتشريعية، "وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ".
مقالات
مجلس فيلكا
24-03-2021