أدلى الإسرائيليون، أمس، بأصواتهم لانتخاب ممثليهم من بين مرشحي 30 قائمة حزبية في اقتراع هو الرابع في غضون عامين.

وفي ظل إقبال وصف بـ«الفاتر» على التصويت الذي سجل نسبة مشاركة بلغت نحو 25.4 في المئة، وهي نسبة أقل «بشكل ملحوظ» عن آخر دورتي انتخابات، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أدلى بصوته مع عقيلته سارة، في أحد مراكز الاقتراع في حي رحافيا بالقدس، «آمل أن تكون هذه الانتخابات الأخيرة، وأن تضع حدا للمأزق السياسي».

Ad

وفي تصريحات أخرى، قال نتنياهو إنه بحاجة إلى مقعدين إضافيين فقط، من أجل تشكيل حكومة يمينية قوية لتفادي إجراء انتخابات خامسة.

وكان نتنياهو يشير بذلك إلى استطلاعات الرأي العام، التي ترجح حصول كتلته اليمينية، «الليكود» وأحزاب صغيرة متحالفة معه، على 59 مقعدا في البرلمان، من أصل 120، في حين أنه يحتاج إلى 61 مقعدا، من أجل تشكيل حكومة جديدة.

في المقابل، قال زعيم المعارضة رئيس حزب «هناك مستقبل» الوسطي العلماني يائير لبيد، قبل الإدلاء بصوته، إن الانتخابات قد تفرز «حكومة ظلام». وأضاف المذيع التلفزيوني السابق: «هذه لحظة الحقيقة بالنسبة لإسرائيل نحن أمام خيارين إما هناك مستقبل قوي أو حكومة ظلام، عنصرية وكراهية للمثليين».

ودعا لبيد، الذي صرح سابقا بأنه لن يتمسك برئاسة الوزراء في ائتلاف مناهض لنتنياهو إذا كان ذلك سيساعد على إطاحته، المواطنين إلى التصويت لحزبه ومقاطعة «الليكود».

وفي وقت تشير استطلاعات الرأي إلى سباق شديد التقارب على نحو يصعب معه التكهن بالفائز، كشفت «القناة الـ13»، أن الشرطة الإسرائيلية أجرت تدريبات تحاكي اقتحاما مفترضا لمبنى الكنيست، في إطار ترتيباتها الأمنية للانتخابات.

وأوضحت القناة أن «الشرطة أجرت تدريبات خلال الأسابيع الأخيرة، بالتنسيق مع المحكمة العليا، لضمان استعداد الأجهزة الأمنية لسيناريوهات عديدة، قد يكون بعضها متطرفا، لاسيما بعد إعلان نتائج انتخابات الكنيست»، مضيفة أن «التدريبات شملت التصدي لاقتحام مفترض لمبنى الكنيست على غرار ما حدث في الولايات المتحدة قبل فترة وجيزة من تنصيب الرئيس جو بايدن، عندما اقتحم أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب مبنى الكابيتول احتجاجا على نتائج الانتخابات».

ونتنياهو، 71 عاما، الذي يحاكَم في اتهامات فساد ينفيها، هو من جلس على مقعد رئاسة الوزراء في إسرائيل أطول مدة، فهو منذ عام 2009 يمسك بمقود القيادة في البلاد المنقسمة سياسيا، إذ يطلق عليه مؤيدوه «الملك بيبي»، في حين يلقّبه معارضوه بـ«مجرم الوزراء» بدلا من «رئيس الوزراء».

وتختلف مواجهة نتنياهو هذه المرة، إذ إنها تأتي بعد قيادته جهودا حثيثة للتطعيم ضد فيروس كورونا في حملة تلقيح حققت نجاحا كبيرا، وتعتبر الأسرع في العالم على مستوى الأفراد بعد تطعيم أكثر من نصف سكان إسرائيل الذين يزيد تعدادهم عن 9 ملايين نسمة، بجرعة أولى، ونحو 49 في المئة بالجرعة الثانية من لقاح «فايزر/ بايونتيك».

وبالتزامن مع الانتخابات، أعلن الجيش الإسرائيلي فرض إغلاق عام على الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، بدءا من أمس، وحتى عيد الفصح اليهودي، نهاية الأسبوع الجاري.

على صعيد منفصل، أعلن المغرب توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين رجال الأعمال المغاربة والإسرائيليين العاملين بالقطاع الخاص، لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية وتطوير المجال التكنولوجي بين الرباط وتل أبيب.