مصير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيد العرب... ولا مفر من «الخامسة»
«الإسلامية الموحدة» تحوّلت إلى «بيضة قبان»... والمتطرف بن غفير يدخل الكنيست
بات مصير بنيامين نتنياهو، أطول رئيس وزراء في الحكم بتاريخ إسرائيل، بيد العرب، بعد أن أظهرت نتائج الانتخابات الرابعة خلال سنتين، أن اليمين لن يكون بمقدروه تشكيل حكومة منفرداً، حتى لو وافقت جميع مكوناته على تسمية نتنياهو. وحسب المراقبين فإنه لا مفر من التوجه لاقتراع خامس.
أظهرت النتائج الأولية لرابع انتخابات إسرائيلية تجرى خلال عامين، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتجه نحو تحقيق فوز غير حاسم، يضع مستقبل احتفاظه بالسلطة على المحك.وبعد فرز أكثر من 90 في المئة من الأصوات في انتخابات الكنيست، التي أجريت أمس الأول، حصل المعسكر الداعم لرئيس الحكومة زعيم حزب "ليكود" على 52 مقعداً، مع حزبي إسرائيل بيتنا بزعامة أفيغدور ليبرمان 6 مقاعد، و"هناك أمل" بزعامة جدعون ساعر 6 مقاعد، وهما ضده، ومن دون حزب "يمينا" بزعامة نفتالي بينيت، الذي يملك 7 مقاعد. ويعني ذلك أنه حتى لو حصل نتنياهو على دعم بينيت، فسيصبح لديه 59 مقعداً، وسيكون بحاجة إلى صوتين لتشكيل أغلبية من تشكيل الحكومة الجديدة بـ61 صوتاً.ووسط هذا الوضع الذي يتسم بالتقارب الشديد في النتائج بين المعسكرين المتنافسين، يتحول حزب "يمينا"، و"القائمة الإسلامية الموحدة" 5 مقاعد، إلى لاعبين مهمين في تحديد هوية رئيس الوزراء المقبل.
ويشير مراقبون إلى إمكانية أن يستقطب نتنياهو أصواتاً من "القائمة الموحدة" المنشقة عن "القائمة العربية المشتركة" التي تملك 6 مقاعد، لكن شركاء نتنياهو في اليمن لن يقبلوا أن يكون تحالفهم أسيراً لنائبين عربيين، وكذلك لن يقبل العرب أن يكونوا شركاء مع متشددي "جماعة الهيكل".وكان إيتمار بن غفير المحامي المتشدد، الذي ينتمي لجماعة يهودية سبق أن حظرتها السلطات الإسرائيلية بسبب تطرفها، نجح في الدخول الى الكنيست الإسرائيلي بدعم من نتنياهو.ويدعو بن غفير إلى طرد العرب من إسرائيل، وضم كل أراضي الضفة الغربية، وهو يستلهم أفكاره من حركة "كاخ" اليمينية المتطرفة المحظورة في إسرائيل منذ عقود.وصباح أمس، حذر نتنياهو عبر "تويتر" من احتمال الذهاب لانتخابات خامسة في حال لم تتشكل حكومة مستقرة برئاسته، وقال إنه أجرى اتصالات مع أحزاب اليمين.وجاء تحذير نتنياهو بعد أن سارع عقب ساعات من بدء ظهور النتائج الجزئية للفرز، ليل الثلاثاء- الأربعاء، إلى إعلان "تحقيق فوز كبير"، معرباً عن أمله تشكيل "حكومة يمينية مستقرة".
وتوقعات وتراجع
وتشير التوقعات إلى أن حزب "ليكود" سيتصدر بقية الأحزاب ويفوز بعدد 30 مقعداً بدلاً من 36 مقعداً فاز بها في الانتخابات السابقة. ويأتي حزب "هناك مستقبل"، الذي ينتمي لتيار الوسط برئاسة يائير لابيد خلفه بـ 18 مقعداً.وإذا لم تحدث مفاجآت في الأصوات التي لم يتم فرزها فربما تسفر النتائج عن إجراء انتخابات من جديد في التعادل السائد.ورغم أن المعسكر المناهض لنتنياهو، اليسار والوسط، قد يحصل على أغلبية المقاعد في "الكنيست"، 61 مقعدا، فإن الخلافات بين مكوناته تجعل فرضية تشكيله ائتلافاً حكومياً مستبعدة. والنتائج المعلنة حتى الآن قابلة للتغيير بعد فرز أصوات الجنود وأصوات نحو نصف مليون إسرائيلي لم يصوتوا في صناديقهم الرسمية، إلا أن خبراء استبعدوا حدوث مفاجأة حاسمة.وكان لابيد، 57 عاما، يأمل أن تكون هناك أحزاب كافية مناهضة لنتنياهو للإطاحة بالزعيم المخضرم الذي يتولى السلطة منذ 2009.واستقر سعر الشيكل الإسرائيلي أمام الدولار، في حين تراجعت الأسهم في تعاملات أمس في ظل التقارب الكبير بالنتائج بين معسكر نتنياهو والمعسكر المناهض له، والتوقعات باستمرار حالة الانسداد السياسي.وكانت الانتخابات التي جرت هي الرابعة بعد ثلاث جولات غير حاسمة لم يفز فيها نتنياهو (71 عاما) أو خصومه من يسار الوسط بأغلبية في البرلمان.وعادة ما يقع على عاتق الحزب الأكبر تشكيل الحكومة، وهذا قد يتطلب أسابيع من المشاورات غير الرسمية.وسيتعين على نتنياهو، المتهم بقضايا فساد، والذي اعتمد على تمكنه من تحقيق إنجاز بتطعيم نحو 50 في المئة من الإسرائيليين ضد فيروس كورونا، استقطاب الأحزاب الدينية الحليفة، فضلا عن الأحزاب اليمينية المتطرفة، وربما أيضا "القائمة الموحدة" وهي حزب إسلامي محافظ حصل على 5 مقاعد.واعتبر محللون أن النتائج الأولية لانتخابات الكنيست دلّت على أن الناخبين لم يأبهوا بجائحة كورونا وإخفاقات حكومة نتنياهو، وأن نتنياهو سيكون رهينة بأيدي تحالف الصهيونية الدينية والفاشية، لكن الصحافة اليمينية اعتبرت أن اليمين انتصر.من جهته، دعا زعيم "القائمة الوحدة" منصور عباس، 46 عاما، للعمل مع نتنياهو من أجل تلبية احتياجات الأقلية العربية البالغة 21 في المئة من سكان إسرائيل، وهو موقف يرفضه أغلب العرب، وهو ما دفع فصيل عباس للانشقاق عن تحالف للأحزاب العربية قبل الانتخابات. وقال عباس في تصريحات أمس: "لسنا في جيب أحد. نحن مستعدون للتعامل مع الطرفين" نتنياهو ولابيد. وذكرت تقارير أنه اتفق على لقاء لابيد هذا الأسبوع.من جانب آخر، إذا تشكلت حكومة يمينية متشددة من المرجح أن تختلف مع حكومة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن بشأن قضايا مثل الدولة الفلسطينية، وتعامل واشنطن مع إيران العدو اللدود لإسرائيل بسبب برنامجها النووي.إلى ذلك، قصف الطيران الحربي الإسرائيلي، بسلسلة غارات أهدافا لحركة "حماس" في قطاع غزة، ردا على هجمات صاروخية باتجاه البلدات الإسرائيلية ليل الثلاثاء- الأربعاء.وكانت تقارير عبرية أكدت أنه تم إطلاق صاروخ فلسطيني على مدينة بئر السبع، تزامنا مع زيارة نتنياهو للمدينة، وبعد وقت قصير أخرجه حراس الأمن من المدينة.من جهة أخرى، دانت "حماس" استهداف إسرائيل قادتها في الضفة الغربية بحملة اعتقالات، معتبرة أنها تستهدف "تعطيل مشاركتها في الانتخابات الفلسطينية" المقررة في مايو المقبل.