ذكرت الفنانة التشكيلية د. منى العبدالباري، أهم ما يميز مواضيعها، والأحاسيس التي تحب أن تنقلها إلى جمهورها، وتناولت في حديثها لـ"الجريدة" اتجاهها إلى المدرسة الواقعية ومن ثم التجريدية.

واستهلت د. العبدالباري حديثها عن العوامل التي ساهمت في نشأتها كفنانة، قائلة: "ربما تشجيع مدرّسات الرسم بمختلف مراحلي الدراسية، واللاتي أدين لهن بالشكر والامتنان، لتشجيعهن الدائم لي، وكذلك ربما ميولي للهدوء، والأجواء الرومانسية، وعشقي بالدرجة الأولى للألوان، فمنذ الطفولة كانت تشدني اللوحات والألوان والطبيعة".

Ad

وعن الأحاسيس التي تحب إيصالها إلى جمهورها الفني، من خلال أعمالها المتنوعة، أكدت أن "الفن رسالة بكل اتجاهاته، فهو منبثق من إحساس صادق يتعامل بطرح الإحساس كأوتار موسيقية، فمن جهتي الشخصية بعد المدرسة الواقعية اتجهت للمدرسة التجريدية، وتعمقت كثيراً بموضوع الصخور، فكانت هاجسي الأول، وكانت رسالتي من خلال الصخور البحث عن الحضارات، فهي تخلد التاريخ، وتبني أمماً، وهي تاريخ ومعلم الحضارات".

مصداقية الإحساس

وفيما يتعلق بالمواضيع التي تحب التطرق إليها في لوحاتها الفنية، أوضحت: "رقة المرأة، الطبيعة، الحضارة، الحياة الاجتماعية".

وأشارت إلى أن الشروط التي يجب أن تتوافر في الفنان التشكيلي، هي الأخلاق العالية، فهي رمز الفنان وانعكاسه على عمله الفني، والمصداقية في الإحساس والعمل، والشفافية. ولفتت إلى أن "الأفكار الفنية تنساب على الفنان من أبسط الأشياء، كالشاعر والكاتب، كموقف حصل أو قراءة بيت شعر مثلاً، أو آية قرآنية، أو حالة اجتماعية قد نعيشها ونمر بها، كحالة كورونا في الوقت الحالي".

العلاج بالألوان

ومن اهتمامات د. عبدالباري العلاج بالألوان. وعن رحلتها مع هذا المجال، قالت: "كان لي حب وشغف بمعرفة لغة الألوان، وتأثيرها النفسي، وبما أنني كنت متمرسة بإعطاء دورات فنية للطلبة في مختلف الأعمار، وكان هناك من يحاول أن يتكلم عن خصوصياته ومعاناته (فضفضة)، حينها كانت لي الرغبة في دراسة علم النفس، حتى اكتشفت وجود تخصص العلاج بالرسم، أي علم نفس فني، ومن خلال عشقي للرسم والألوان قررت خوض دراسة العلاج بالرسم".

ولفتت إلى أن "الألوان تساعد في تحديد مصادر الخلل في أجسامنا، التي تؤدي إلى التعب والإرهاق والحالة النفسية والجسدية، وتعمل على تصحيحها، فهي تعالج الاكتئاب والتوتر والقلق، كما أنها مهدئ جيد للأعصاب، فالألوان لها لغة خاصة تحاكي النفس البشرية من الداخل دون أن نشعر بذلك".

وأشارت إلى أن "هناك دراسات أكدت تأثير اللون على سلوك الشخص، فهو مؤثر في القدرة الذهنية والسلوكية، والعلاج بالرسم ليس لفئة أو لعمر معين، بل لجميع المراحل العمرية".

نقطة الانطلاق

واستذكرت د. الباري أولى لوحاتها الفنية بعنوان "طريق النور"، مؤكدة أنها تعتز بها كثيرا، كونها كانت البداية ونقطة الانطلاق في عالم الفن التشكيلي، مشيرة إلى أنها تأثرت بالمدرسة الواقعية، فهي نقطة انطلاق كل فنان متمرس بالفن، وعنوان مطرز لتاريخ وبداية الفنان، وهي الطريق الذي يشق الفنان الحقيقي من خلاله طريقه في عالم الفن بين الفرشة واللوحة.

وعن خططها المستقبلية، قالت: "كانت لديَّ خطة لإنشاء معهد أكاديمي ثقافي، لكن بالتأكيد طموحي لا يقف عند ذلك. أتمنى أن أجول بلوحاتي في مختلف أنحاء العالم، ويزيدني شرفا اختياري ضمن أعضاء لجنة نقابة الفنانين".

فضة المعيلي