المسرح يطهر النفوس ورسالة محبة
يعتبر المسرح فنا قديما منذ نشأت الحضارات ويوم بنيت المدن وتشكلت الحواضر، فالمسرح هو الحياة وعلاقته إنسانية مباشرة مع المجتمع، وينسجم معه في حالة التجديد والتطور، ومن هنا نجد المسرح متلازما مع التاريخ منذ العصر البدائي وحتى التكنولوجيا حالياً، وهذه الصفة جعلت من المسرح يجسد الأفكار ويطورها لتكون مشعل التنوير.وغداً سنحتفل بيومه العالمي ومنذ 1961/3/27 نجد إلزاماً علينا تقديم التهنئة لكل محبي المسرح، وندعوهم للمشاركة في هذا اليوم باعتباره رسالة إنسانية وعالمية في آن واحد، كما أنها دعوة للمشاركة وتبادل المشورة للفعل المسرحي ومن أجل مسرح دائم وغد مشرق.ونحن نعيش للسنة الثانية جائحة كورونا فلابد لنا وبعد اخذ استراحة المحارب أن نبحث عن مخارج للعمل المسرحي وطرق إيصال المشهد المسرحي الجاد للمتفرج، لأن واقعنا أصبح كنص مسرحي مكتوب، وعلينا تحويله الى مشهد تمثيلي يزرع الثقة بالنفوس المتعبة من محاصرة الاعلام والمرض.
ومما لابد منه هو التعريج على ندوة "كفو"، والتي عرضت عن طريق الدائرة الإلكترونية والتي شارك فيها مجموعة ممن لهم الخبرة بالعمل المسرحي، وأخص بالذكر الدكتور فهد الهاجري والمخرج سليمان البسام، حيث كل واحد منهم وضع اصبعه على نواقص المسرح والسبل الكفيلة بالنهوض بالحركة المسرحية في الكويت، ودعوا إلى تبني هذه الأفكار من أجل عودة المسرح الكويتي إلى مساره الصحيح. ولأننا بمسرح البسام آلينا على أن يكون المسرح دائماً الطموح والأولوية، وعليه لابد لي أن أعود إلى ما ينادي به البسام، والتأكيد عليه، والذي لخصه بالنقاط التالية: 1- التكوين 2- التمكين 3- التوطين.هذه الأضلاع الثلاثة التي رسمها لتكون الأعمدة الأساسية والركيزة لمسرح كويتي ينبض بالحياة.فلو مكنت الدولة ووفرت لدارس المسرح السبل العملية والعلمية، وأغنته عن طلب المساعدة بأن أنشأت له مسرحا وطنيا وفرقة وطنية وأمدتها بروافد المدارس ومخرجاتها لأعادت الروح للمسرح، وجعلت من طالب علم المسرح واثقا من نفسه بأنه يوم تخرجه سيكون عضواً فاعلاً وعاملاً متمكناً من فنه ليأخذ بأيدي الأجيال من بعده. في هذه الذكرى أتمنى أن يرتقي المسرح إلى مقدمة اهتمامات المسؤولين، فالمسرح هو تطهير للنفوس ورسالة تضامن ومحبة.