هرم «التربية» ثابت
نص الدستور الكويتي على أن التعليم ركن أساسي لتقدم المجتمع، وأنه مكفول من الدولة، وبناء عليه فإن وزارة التربية من أهم وزارات الدولة لأنها ترعى الجيل القادم وتهتم به، لذلك فإن منسوبيها والعاملين فيها إن لم يكونوا إداريين ومعلمين فإنهم تلاميذ، وهي وزارة تهم كل مواطن ومقيم في الكويت، والعمل فيها يحتاج إلى صاحب قرار قادر على تحمل المسؤولية والتعامل مع الضغوط لمواجهة المشاكل وإيجاد حلول لها. وعلى هذا فإن من يصعد هرم الوزارة لابد أن يكون متدرجاً فيها ملماً بالعمل التربوي وعلى علم بهموم كل من له علاقة بالتربية، وبحكم تجاربنا السابقة مع الوزراء والوكلاء في وزارة التربية فإن هناك من يصنع فارقاً ويقدم أفكاراً جديدة تطور العمل التربوي في الميدان، وهو ابن لهذه الوزارة، ونستذكر في هذا المقام د. رشيد الحمد الذي تدرج من معلم جيولوجيا ليصبح وزيراً، كذلك معلمة التاريخ الأستاذة نورية الصبيح التي غيرت النظام الدراسي في الكويت إلى النظام الموحد، ود. سعود الحربي الذي اعتلى الوزارة في فترة استثنائية لم يتهرب من المسؤولية بل حاول التمسك بالتعليم والحفاظ على المنظومة التعليمية أثناء الجائحة واختار "التعليم عن بعد" لاستمرار التعليم، لذلك لابد أن يكون من يعتلي هرم هذه الوزارة ملماً بالعمل التربوي. ومن خلال عملي كمعلم في وزارة التربية عاصرت الكثير من القياديين ممن ساهموا في التطوير ووضع الخطط والسياسات التربوية ومنهم أسامة السلطان الوكيل المساعد للتعليم العام، ومنصور الظفيري مدير منطقة الفروانية التعليمية، ومنصور الديحاني مدير منطقة الأحمدي التعليمية، هذا الرجل بحكم قربي ومعرفتي بما يتمتع به من خبرة قدم لوزارة التربية استحقاقات مهمة، بل قدم للكويت إنجازات في موسوعة غينيس، كأفضل منسق خليجي لجائزة حمدان بن راشد، وتلك البصمة التي قدمها تعد مفخرة لنا ككويتيين بأن يكون لدينا قيادي يتميز بوضع بصمة ترفع شأن الكويت على المستوى الدولي، ونشاطه بدا واضحاً منذ أن كان مراقب التقنيات ومديراً للأنشطة التربوية في محافظة حولي، ثم مديراً عاماً لمنطقة مبارك الكبير ومديرا لمنطقة الفروانية بالإنابة، وبعدها أصبح مديرا عاما لمحافظة الأحمدي، وكلف بالعمل في كنترول الوزارة للعلمي والأدبي والمعاهد الدينية.
فهذا التدرج والتكاليف والانتقال بين المحافظات يعطي القياديين القدرة على اكتساب خبرة ودراية بكل المشاكل التي تواجه الوزارة وأفكار ومقترحات لتطوير العمل ومعرفة مواطن الضعف لتقويتها، لأنهم أبناء الوزارة ويعرفون جيداً ما يواجه العمل والعاملين فيها، لذلك نأمل أن يكون وكيل الوزارة والوكلاء المساعدون من أبناء الوزارة حتى يبقى هرم التربية ثابتاً.