أولاً وأخيراً: ثروة الكويت في خطر
كحال الكثير من الآباء والأمهات أشعر بقلق كبير من تأثير ما يبث عبر اليوتيوب ومواقع الإنترنت الكثيرة من فيديوهات غير أخلاقية في أحيان كثيرة تظهر فجأة لأطفالنا وهم يتصفحون مواقع التواصل الاجتماعي أو أثناء اندماجهم في إحدى الألعاب، الأمر الذي يشكل خطراً كبيراً على سلوكياتهم وأخلاقهم، حيث يدفعهم الفضول إلى مشاهدة هذه الفيديوهات الساقطة والتي تكون مدخلاً لطريق الانحراف والفشل الأخلاقي والتعليمي.ورغم أننا استفدنا كثيراً من وسائل التكنولوجيا الحديثة التي غزت حياتنا في السنوات الأخيرة مثل الهواتف المحمولة فإننا نواجه بسببها تهديداً لمستقبل أبنائنا الذين هم عماد الوطن، فالآن فقط بدأنا نفهم مدى تأثير الهواتف الذكية على حياة الأطفال، خصوصا أن هذه الأجهزة نقلت الإنترنت من مكان عام في البيت، حيث كان الآباء والأمهات يراقبون سلوك أطفالهم إلى غرف نوم الأطفال أو مكان لعبهم، حيث لا يستطيعون مراقبتهم بشكل كامل، وأصبحوا معرضين لطوفان من الفيديوهات والرسائل غير الأخلاقية التي تبث لهم من أشخاص ومنظمات متخصصة في ذلك، تريد تدميرهم وتحويلهم إلى دمى يتحكمون فيها، وبالتالي تدمير أوطانهم التي ستعتمد عليهم في المستقبل القريب عندما يكبرون ويتولون مسؤولية القيادة.وإذا كانت وزارة الداخلية تراقب المحتوى السياسي الذي تنشره الصحف والمواقع الإلكترونية والآراء التي يدونها المواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي، وتتخذ إجراءات صارمة ضد من يتجاوزون ويخرجون عن القانون والعادات والتقاليد فإن وزارة الداخلية مطالبة أيضاً بمراقبة ما يذاع من فيديوهات خادشة للحياء ومسيئة تؤثر على أخلاقيات وسلوكيات أطفالنا وشبابنا، ويجب أن تكون حمايتهم من التعرض للمحتوى الإباحي عبر المواقع الإلكترونية من أولوياتها، وأن تحاسب من يستهدفون مستقبل الكويت وثروتها الحقيقية، وهذا بالطبع لا يتناقض مع الحرية المصونة للجميع، والتي يجب ألا تتجاوز الخطوط الحمراء، كذلك هناك الكثير من المهام التي تقع على عاتق الآباء والأمهات في توجيه وتربية أبنائهم في سن المراهقة، وصونهم من الانحراف والسلوكيات الخاطئة.
حفظ الله الكويت وأبناءها من كل مكروه.