فن الحديث
إن اختيار الألفاظ المناسبة لكل مقال ومقام من حسن الخلق والتأدب، فنحن، المسلمين، يجب أن نتحلى بهذه الخصال الكريمة السامية في شتى ميادين حياتنا وحواراتنا الاجتماعية والحياتية والعملية والسياسية، وفي الخصام بالذات، كما حثنا نبينا وقدوتنا محمد، صلى الله عليه وسلم، على مكارم الأخلاق، فقال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، ويحب أن نتصف بصفاته الطيبة ونتبع سيرته العطرة في حياتنا. وفي القرآن الكريم قال تعالى: "وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ"، فخلق الرسول محمد صلوات الله عليه وأدبه كان من القرآن، فتحلوا أيها المسلمون بهذه الآداب وتعاليمها، ولنحاول ممارستها في حياتنا اليومية وتعاملنا مع الآخرين في أصعب المواقف التي نمر بها، فالميدان ينقصه أدب الحوار وفن التعامل مع الآخر بأسلوب راق محبب يتقبله الجميع، لا سيما في الحياة السياسية وبين التيارات والطوائف والمذاهب. فالتصعيد دائماً يولد الخصومة حتى أنه يصل إلى العراك أحيانا، وهذا موجود في جميع المجتمعات العالمية، فتولد الكيدية البعيدة كل البعد عن مصالح الأمة، وهنا تحصل الكارثة، خصوصا إذا كانت هذه الشخوص تمثل الأمة فيجب عليها التحلي بأسلوب حديث مميز ولبق ومحبب مع العامة، الذن أوصلوهم إلى هذا المكان، والبعد عن الصراخ والجدال، فالأهم مصلحة البلاد والعباد وأمنها واستقرارها.
فالحالة النفسية لأكثر الناس في الآونة الأخيرة وصلت إلى الحضيض، خصوصا في مواجهة هذا المرض الذي ما زال يفتك بالبشرية، والأعداد التي ما زالت في ازدياد، وبما أننا مسلمون عابدون الله، فهذا يستدعي منا الالتزام بالأدب والتحلي بالصبر على جميع الأزمات التي تواجهنا ولو كثرت واشتدت بنا، فالصبر مفتاح الفرج، وكما يقال في الصبر: "اصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير"، والفرج قريب بإذن الله.حفظ الله بلادنا الكويت وأميرنا وولي عهدنا وحكومتنا الرشيدة وسائر بلاد المسلمين.