أكد رئيس اتحاد مصارف الكويت ونائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة «بنك بوبيان» عادل الماجد، أن البنوك الكويتية أثبتت قدرتها على التعامل مع كل السلبيات التي خلفتها أزمة كورونا، خصوصاً ما يتعلق باستمرارها في تقديم مستويات عالية من الخدمة للعملاء على الرغم من كل التحديات التي واجهتها. وقال الماجد، خلال مشاركته في المؤتمر الافتراضي، الذي نظمته مؤسسة «غلوبل فاينانس»، إن استثمار البنوك المحلية في الخدمات المصرفية الرقمية على مدار السنوات الأخيرة أتى ثماره خلال الأزمة التي اعتمد فيها المواطنون والمقيمون على الخدمات الرقمية، سواء عبر الإنترنت أو الهواتف الذكية، مما أدى إلى ارتفاع معدلات استخدامها بصورة كبيرة.
وأضاف أن البنوك تعتبر شريكاً استراتيجياً للحكومة في مواجهة هذه الأزمة الطاحنة، سواء خلال الفترة الماضية أو الأيام المقبلة، حتى تزول بإذن الله.ولفت إلى تحمّل القطاع المصرفي لحوالي 400 مليون دينار تكلفة تأجيل فوائد القروض مدة 6 أشهر بسبب التداعيات السلبية لجائحة كورونا على الاقتصاد الكويتي إلى جانب المساهمات الأخرى لمساندة كل القطاعات.وأشار إلى «مساهمة البنوك في تقديم العديد من صور الدعم للشركات والمشروعات الصغيرة، ودورها في مساندة الجهود الحكومية من خلال تمويل الصندوق الذي أعلن عن تأسيسه بنك الكويت المركزي بقيمة 10 ملايين دينار تموله البنوك الكويتية لدعم المساعي الحكومية في مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد».من ناحية أخرى، ورداً على سؤال حول الاندماجات بين القطاعات المصرفية في الكويت والخليج، أفاد بأن الحديث حالياً عن مثل هذه النوعيات من الشراكات استمر سنوات عدة، وبالفعل شهدت المنطقة العديد من الاندماجات الناجحة فيما عرف بالموجة الأولى.وذكر وفقاً للدراسات الحالية أن الموجة التالية يمكن أن تنطلق بعد التعافي من أزمة كورونا التي شملت القطاع المصرفي في المنطقة والكويت واستفادتها من دروس الموجة الأولى مؤكداً أن كل الاحتمالات مفتوحة لذلك.وشدد الماجد على أهمية الدور الذي يؤديه القطاع المصرفي في تنفيذ رؤية الكويت الجديدة نحو تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة وفي قيادة عملية بناء الدولة الحديثة التي نطمح إليها لاسيما مع قيام الحكومة باتخاذ العديد من الخطوات الجادة على مدار الأعوام الماضية نحو تنشيط ودعم الاقتصاد وتنويع مصادر الإنتاج وتقديم إصلاحات اقتصادية ومالية من خلال المشروعات الكبرى.وتناول دور اتحاد مصارف الكويت بتأكيده أن الاتحاد يعمل بشكل فعّال على خدمة مصالح البنوك والنظر في التشريعات الجديدة التي تختص بالنشاط المصرفي ويرفع تعليقاته وتوصياته إلى الجهات الرقابية والهيئات الأخرى المختصة.
الاستعداد منذ سنوات
وعن سلوكيات العملاء خلال الأزمة، أفاد الماجد بأن أرقام شركة الخدمات المصرفية الآلية المشتركة (كي.نت) أشارت بوضوح إلى التغير الواضح في سلوكيات المستهلكين في الكويت من المواطنين والمقيمين، والتي تحولت بصورة كبيرة إلى الخدمات الرقمية إلى حد التأكيد على أن ما تم إنجازه خلال ستة أشهر يفوق ما تم في سنوات.ولفت إلى تغير طرق الدفع من الطرق التقليدية إلى الطرق الدفع الإلكتروني وتقليل التلامس بأقصى حد ممكن من خلال التوجه للدفع عبر الإنترنت والهواتف الذكية والدفع عبر نقاط البيع مع ارتفاع الدفع (بدون لمس) أو الدفع اللا تلامسي والتي تمثل معظم عمليات نقاط البيع.وأكد أن هذه التحولات ما كانت لتنجح أو تتم لولا استعداد البنوك الكويتية وشركة كي نت وتوجيهات بنك الكويت المركزي منذ سنوات لتقليل استخدام النقد والكاش في المعاملات اليومية والاعتماد على الوسائل الرقمية.«بوبيان» خلال الأزمة
من ناحية أخرى، تطرق الماجد إلى ما قام به بنك بوبيان خلال العام وفي أوج أزمة كورونا مؤكداً أن استراتيجية البنك في التعامل مع الأزمة استطاعت على الرغم من كل ما واجهته الكويت من زيادة حصة البنك من التمويل المحلي بصفة عامة لأكثر من 10 في المئة بينما ارتفعت حصة بنك بوبيان من تمويل الأفراد لتتجاوز نسبة 14 في المئة.وأوضح أن عام 2020 شهد مجموعة من التطورات أبرزها الاستحواذ على بنك لندن والشرق الأوسط في المملكة المتحدة، بالتالي أصبح لدى بنك بوبيان ذراع مصرفية أجنبية كمنصة لتعزيز قاعدة العملاء من خلال التركيز على خدمات إدارة الثروات والخدمات المصرفية الرقمية. ونوه بأنه «استناداً إلى استراتيجيتنا وإلى هيكلية طبيعة العمل الخاصة ببنك بوبيان، دفعتنا القدرة على الإبداع والابتكار والمرونة إلى تطوير منتجات جديدة وتحسين مستوى الخدمات وبرامج العمل لخلق أفضل التجارب المصرفية المتطورة والموثوقة للعملاء». وأشار إلى أنه «بناءً على توجهاتنا خلال السنوات الماضية لريادة الخدمات المصرفية الرقمية، تمكنا أثناء الأزمة من المحافظة على سير عمل المنتجات المصرفية ورضا العملاء، فضلاً عن التفوق على توقعات السوق في هذا المجال».وذكر أن «الثقة نمت في المنتجات المصرفية الرقمية إلى درجة دفعت العملاء للاعتماد على التكنولوجيا الرقمية، بما في ذلك التحادث الرقمي والتواصل المعتمد على الذكاء الاصطناعي وعليه، تتمحور استراتيجيتنا في الخدمات المصرفية الرقمية حول شغفنا في اعتبار عملائنا مركز اهتمامنا في جميع أنشطتنا».يذكر أن الماجد الذي يشغل أيضاً منصب رئيس اتحاد مصارف الكويت شارك في المؤتمر السنوي الذي تنظمه مؤسسة «غلوبل فاينانس» هذا العام عبر وسائل التواصل عن بعد بمشاركة محافظ بنك الكويت المركزي د. محمد الهاشل، ونخبة من مسؤولي البنوك وشركات الاستثمار الكويتية حيث تطرق المؤتمر للعديد من القضايا والتحديات التي تواجه البنوك الكويتية خصوصاً في مرحلة ما بعد كورونا.كما استعرض المؤتمر بحث السبل والوسائل الرئيسية التي واجهت من خلالها البنوك الكويتية أزمة كورونا ووضعها الحالي بعد مرور أكثر من عام على الأزمة لاسيما مع العودة للإجراءات المتشددة والإغلاق والحظر وتأثير ذلك على مختلف القطاعات الاقتصادية. وناقش المؤتمر أيضاً تطور الخدمات المصرفية الرقمية في الكويت ونجاح الكثير من البنوك في مواجهة الأزمة من خلال توفير أعلى مستويات الخدمة عبر القنوات الرقمية لاسيما خلال فترات الحظرين الشامل والجزئي.